عليه باستعماله مفسدة، وإلا فلا يُشرع، وذلك للنساء، إذا أردن حضور المساجد، ونحوها، فلا يجوز لهنّ استعمال الطيب؛ لئلا يفتن الرجال. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٢٦٣ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَتْنِى زَيْنَبُ الثَّقَفِيَّةُ، امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ لَهَا: "إِذَا خَرَجْتِ إِلَى الْعِشَاءِ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"أحمد بن سعيد": هو الرباطيّ المروزيّ الحافظ، تقدّم قبل باب. و"يعقوب بن إبراهيم": هو الزهريّ المدنيّ، نزيل بغداد. و"أبوه": هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. و"صالح": هو ابن كيسان. و"محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام": هو العامريّ الحجازيّ، مقبول [٧] ٣٧/ ٥١٣٢.
وقوله: "فلا تمسي طيباً" وقع فِي نسخ "المجتبى" التي بين يديّ بلفظ: "فلا تمسّ" بحذف الياء، ووقع فِي "الكبرى" بإثباتها، وهو الصواب؛ لأنه فعل مسند إلى ضمير المخاطبة، فيكون جزمه بحذف نون الرفع، لا بحذف حرف العلة؛ لأنه منْ الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون، وتجزم، وتنصب بحذفها، كما قَالَ ابن مالك رحمه الله تعالى فِي "الخلاصة":
وَاجْعَلْ لِنَحْوِ "يَفْعَلَانِ" النُّونَا … رَفْعاً و"تَدَعِينَ" و"تَسْألُونَا"
وَحَذَفُهَا لِلْجَزْمِ والنَّصْبِ سِمَهْ … "كَلَمْ تَكُونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَهْ"
والحديث أخرجه مسلم، وَقَدْ تقدّم فِي ٣٧/ ٥١٣١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٢٦٤ - (وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "أَيَّتُكُنَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَا تَقْرَبَنَّ طِيبًا").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"ابن أبي جعفر": هو عبيد الله المذكور فِي ثاني حديث الباب.
والحديث أخرجه مسلم، وتقدم فِي ٥١٣١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٢٦٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ