قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عمرو بن عثمان": هو القرشيّ مولاهم، أبو حفص الحِمصيّ، صدوقٌ [١٠]. و"بقيّة": هو ابن الوليد الكلاعيّ الحمصيّ، صدوقٌ، يدلّس عن الضعفاء، ويُسوّي [٨]. و"الزبيديّ": هو محمد بن الوليد، أبو الهذيل الحمصيّ القاضي، ثقة ثبتٌ، منْ كبار أصحاب الزهريّ [٧].
وقوله:"عَلَى أمّ كلثوم": سبق قريباً أن هَذَا هو المحفوظ، وأما رواية معمر السابقة:"عَلَى زينب"، فشاذّة.
و"أمّ كلثوم": هي بنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، اختُلف هل هي أصغر، أم فاطمة، وتزوّجها عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بعد موت أختها رُقيّة عنده سنة ثلاث منْ الهجرة، وتوفّيت عنده أيضًا سنة تسع، ولم تلد له. أفاده فِي "الإصابة" ١٣/ ٢٧٧.
وقوله:"والسيراء: الْمُضَلَّعُ بالْقَزّ": هَذَا تفسير منْ بعض الرواة، ويمكن أن يكون منْ الزهريّ، فإنه معروف بذلك، كما فِي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فِي بدء الوحي "وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه" -وهو التعبّد-. ثم رأيت فِي "الفتح" ١١/ ٤٧٩ أن ابن بطّال جزم أنه منْ تفسير الزهريّ. والله تعالى أعلم.
و"المضلّع" -بتشديد اللام بصيغة اسم المفعول: هو الذي فيه خطوط عريضة، مثلُ الأضلاع. وَقَالَ المجد فِي "القاموس": تضليع الثوب: جعلُ وَشْيه عَلَى هيئة الاضلاع، وكمُعَظَّم: الثوب الذي نُسِج بعضه، وتُرك بعضه، والمُسَيَّرُ: المُخَطَّطُ. انتهى.
و"الْقَزّ" -بفتح القاف، وتشديد الزاي-: الحرير. وَقَالَ الفيّوميّ: القزّ: معرّب، قَالَ الليث: هو ما يُعمل منه الإِبْرَيسَمُ، ولهذا قَالَ بعضهم: القزّ، والإِبْرَيْسَمُ مثلُ الحنطة، والدقيق. انتهى. و"الإبريسم" -بفتح السين، وضمّها: الحرير. قاله فِي "القاموس".
والحديث أخرجه البخاريّ، كما سبق بيانه فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.