أبي حمزة، قَالَ: سأل الزهريُّ، هل يلبس النِّساء الحرير أم لا؟ فَقَالَ: أخبرني أنس بن مالك، أنه رأى عَلَى أم كلثوم، بنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- برد حرير سيراء.
٩٥٧٩ - أخبرنا يوسف بن سعيد، قَالَ: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قَالَ ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك، أنه رأى عَلَى أم كلثوم، بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برد حرير سيراء.
٩٥٨٠ - أخبرنا محمد بن إسماعيل، قَالَ: أنا أيوب بن سليمان، قَالَ: حدثني أبو بكر، عن سليمان، قَالَ يحيى: قَالَ ابن شهاب: أخبرنى أنس بن مالك، أنه رأى عَلَى أم كلثوم، بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برد سيراء. انتهى.
و"محمد بن إسماعيل": هو -كما بينه فِي "تحفة الأشراف" ١/ ٣٩٥ - أبو إسماءيل الترمذيّ، نزيل بغداد الثقة الحافظ [١١]. و"أبو بكر": هو عبد الحميد بن أبي أويس الأصبحيّ المدنيّ الثقة [٩]. و"سليمان": هو ابن بلال المدنيّ الثقة [٨]. و"يحيى": هو ابن سعيد الأنصاريّ.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حاصل ما أشار إليه المصنّف رحمه الله تعالى فِي هَذَا الكلام أنه اختُلف عَلَى الزهريّ فِي هَذَا الْحَدِيث، فرواه معمر عنه، عن أنس -رضي الله عنه- أنه رأى عَلَى زينب بنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ورواه محمد بن الوليد الزُّبَيديّ، عنه، عن أنس -رضي الله عنه- أنه رأى عَلَى أم كلثوم بنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وصوّب المصنّف هذه الرواية؛ لأنه وافق الزبيديّ عليها شعيب بن أبي حمزة، وابن جريج، ويحيى الأنصاريّ، فرواية هؤلاء الأربعة تقدّم عَلَى رواية معمر، فهي المحفوظة، وتكون رواية معمر شاذة.
وأشار الحافظ إلى هَذَا فِي "الفتح" ١١/ ٤٨٣ حيث قَالَ: والمحفوظ ما قَالَ الأكثر. انتهى.
والحاصل أن صاحبة القصّة التي رأى عليها أنس -رضي الله عنه- برد حرير سيراء هي أم كلثوم رضي الله تعالى عنها. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(المسألة الرابعة): فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان جواز لبس السيراء للنساء. (ومنها): جواز لبس النِّساء الحرير مطلقًا، سواء كَانَ الثوب حريرًا كلّه، أو بعضه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.