للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو بمعنى الأول، وهو عجمى مُعَرَّب، قيل النون فيه أصلية، مأخوذ منْ الدَّهْقَنَة، وهى الرياسة، وقيل: زائدة منْ الدّهق، وهو الامتلاء، وذكره الجوهريّ فِي "دهقن" لكنه قَالَ: إن جعلت نونه أصلية، منْ قولهم: تدهقن الرجل، صرفته؛ لأنه فعلالٌ، وِإن جعلته منْ الدهق، لم تصرفه؛ لأنه فعلان قَالَ القاضى: يحتمل أنه سُمي به مَنْ جَمَعَ المالَ، وملأ الأوعية منه، يقال: دَهقتُ الماء وأدهقته: إذا أفرغته، ودهق لي دهقة منْ ماله: أي أعطانيها، وأدهقت الإناء: أي ملأته، قالوا: يحتمل أن يكون منْ الدَّهْقَنَة والدَّهْقَمَة، وهي لين الطعام؛ لأنهم يلينون طعامهم، وعيشهم؛ لسعة أيديهم وأحوالهم، وقيل: لحذقه، ودَهائه. والله أعلم. انتهى "شرح مسلم" ١٤/ ٣٥.

ووقع فِي رواية أحمد عن وكيع، عن شُعبة: "استسقى حذيفة منْ دهقان، أو عِلْج"، وعند البخاريّ فِي "الأطعمة" منْ طريق سيف، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى: "أنهم كانوا عند حُذيفة، فاستسقى، فسقاه مجوسيّ". قَالَ الحافظ: لم أقف عَلَى اسمه. انتهى "فتح" ١١/ ٣٣٩.

(بِمَاءٍ، فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ) وفي رواية للبخاريّ: "بقدح منْ فضّة"، وفي رواية لمسلم: "بإناء منْ فضّة" (فَحَذَفَهُ) وفي رواية البخاريّ: "فرماه به"، وفي رواية له: "فرمى به وجهه"، ولأحمد منْ رواية يزيد، عن ابن أبي ليلى: "ما يألو أن يُصيب به وجهه"، زاد فِي رواية الإسماعيلي، وأصله عند مسلم: "فرماه به، فكسره". يعني أن حذيفة -رضي الله عنه- رمى ذلك الدهان بذلك الإناء عقوبة له (ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ) أي إلى النَّاس الذين جلسوا حوله (مِمَّا صَنَعَ بِهِ) أي ذلك الدهقان، منْ الرمي بذلك الإناء (وَقَالَ إِنِّي نَهَيْتُهُ) أي فلم ينته، وفي رواية البخاريّ: "فَقَالَ: إني لم أرمه إلا أني نهيته، فلم ينته"، وفي رواية الإسماعيليّ: "لم أكسره إلا أني نهيته، فلم يَقبَل"، وفي رواية: وكيع: "ثم أقبل عَلَى القوم، فاعتذر"، وفي رواية يزيد: "لولا أني تقدّمت إليه مرّة، أو مرّتين، لم أفعل به هَذَا"، وفي رواية عبد الله بن عُكيم: "إني أمرته أن لا يسقيني فيه". ذكر هَذَا كله فِي "الفتح" ١١/ ٣٣٩.

(سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "لَا تَشْرَبُوا فِي إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الدِّيبَاجَ) بكسر الدال: ثوبٌ سَدَاه، ولُحْمته إبْرَيسمٌ، ويقال: هو معرّب، ثم كثر، حَتَّى اشتَقّت العرب منه، فقالوا: دَبَجَ الغيثُ الأرض دَبْجًا، منْ باب ضرب: إذا سقاها، فأنبتت أزهارًا مختلفةً؛ لأنه عندهم اسم للمُنَقَّش. واختُلف فِي الياء، فقيل: زائدة، ووزنه فِيعال، ولهذا يُجمع بالياء، فيقال: دبابيج، وقيل: هي أصلٌ، والأصل دِبّاجٌ بالتضعيف، فأبدل منْ أحد المضعّفين حرف العلّة، ولهذا يُردّ فِي الجمع إلى أصله،