للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخزرج بن النبيت بن مالك بن أوس الأشهلي، أبا عمرو، سيد الأوس، وأمُّه كبشة بنت رافع، لها صحبة، شهد بدرًا، وأحدا، والخندق، ورُمي فيه بسهم، فعاش بعد ذلك شهرا، ثم انتقض جرحه، فمات منه سنة (٥) منْ الهجرة، وَقَالَ المنافقون لما مات: ما أخف جنازته، فَقَالَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الملائكة حملته"، وَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رُوي عنه منْ وجوه كثيرة: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"، وَقَالَ الزهريّ، عن ابن المسيب، عن ابن عبّاس: قَالَ سعد بن معاذ: ثلاث أنا فيهن رجل يعني كما ينبغي- وما سوى ذلك، فأنا رجل منْ النَّاس: ما سمعت منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا قط، إلا علمت أنه حق منْ الله تعالى، ولا كنت فِي صلاة قط، فشغلت نفسي بغيرها، حَتَّى أقضيَها، ولا كنت فِي جنازة قط، فحدثت نفسي بغير ما تقول، ويقال لها، حَتَّى أنصرف عنها، قَالَ ابن المسيب: فهذه الخصال ما كنت أحسبها إلا فِي نبي. وَقَالَ يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير، عن أمه، عن عائشة: كَانَ فِي بني عبد الأشهل ثلاثة، لم يكن بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأُسيد بن حُضير، وعباد بن بشر. تفرّد به البخاريّ بحديثين: أحدهما: منْ طريق ابن مسعود: "انطلق سعد بن معاذ معتمرا … " الْحَدِيث، وآخر، رُوي عنه أنس فِي قصة قتل سعد بن الربيع بأحد.

(كَانَ أَعْظَمَ النَّاسِ) أي درجةً ومكانة عند الله تعالى؛ لما له منْ اليد الطولى فِي الدين (وَأَطْوَلَهُ) قَالَ السنديّ: الظاهر أطولهم، ولعل الإفراد لمراعاة إفراد النَّاس لفظًا. انتهى.

وهو منْ الطَّوْل بالفتح، وهو الفضل: أي أفضل النَّاس (ثُمَّ بَكَى) أي بكى أنس -رضي الله عنه- لَمّا تذكّر سعدًا، وما كَانَ عليه منْ نصرة الإسلام والمسلمين (فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، بَعَثَ إِلَى أُكَيْدِرَ) بضم الهمزة، وفتح الكاف، وبعدها ياء التصغير: تصغير أكدر، والكدرة لون بين السواد والبياض، وهو الأغبر، وهو أُكيدر بن عبد الملك الكندي (صَاحِبِ دُومَةَ) بفتح الدال، وضمها، وأنكر ابن دُريد الفتح، وَقَالَ: أهل اللغة يقولونه بالضمّ، والمحدّثون بالفتح، وهو خطأ، وَقَالَ: و"دُومةُ الجندل": مجتمعه، ومستداره، وهو منْ بلاد الشام، قرب تبوك، كَانَ أُكيدر ملكها، وكان خالد بن الوليد، قد أسره فِي غزوة تبوك، وسلبه قباءً منْ ديباج، مُخَوَّصاً بالذهب، فأمّنه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وردّه إلى موضعه، وضرب عليه الجزية. انتهى "المفهم" ٦/ ٣٨٤.

وَقَالَ فِي "الفتح": و"أكيدر دومة": هو أكيدر تصغير أكدر، ودومة بضم المهملة، وسكون الواو: بلد بين الحجاز والشام، وهي دومة الجندل، مدينة بقرب تبوك، بها نخل، وزرع، وحصن عَلَى عشر مراحل منْ المدينة، وثمان منْ دمشق، وكان أكيدر ملكها، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن -بالجيم والنون- ابن أعباء بن الحارث