شيخنا اسم القائل باسم الراوي، نعم أخرج الطبراني الْحَدِيث المذكور، عن أحمد بن عبد الرحمن بن يسار، عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل، وَقَالَ فِي آخره: قَالَ قتيبة: هو سعد بن أبي وقاص. انتهى. وَقَدْ أخرجه البخاريّ فِي "اللباس"، والنسائي فِي "الزينة" عن قتيبة، ولم يذكرا عنه ذلك، وَقَدْ رواه ابن ماجه بسنده المتقدم، وَقَالَ فيه:"فجاء فلان، رجل سماه يومئذ"، وهو دال عَلَى أن الراوي كَانَ ربما سماه، ووقع فِي رواية أخرى للطبراني، منْ طريق زمعة بن صالح، عن أبي حازم، أن السائل المذكور أعرابي، فلو لم يكن زمعة ضعيفا، لانتفى أن يكون هو عبد الرحمن بن عوف، أو سعد بن أبي وقاص، أو يقال تعددت القصة، عَلَى ما فيه منْ بعد. والله أعلم.
وقوله:"ما أحسنها": بنصب النون، و"ما" للتعجب، وفي رواية ابن ماجه، والطبراني منْ هَذَا الوجه، قَالَ:"نعم، فلما دخل طواها، وأرسل بها إليه"، وهو للبخاريّ فِي "اللباس" منْ طريق يعقوب بن عبد الرحمن، بلفظ:"فَقَالَ: نعم، فجلس ما شاء الله فِي المجلس، ثم رجع، فطواها، ثم أرسل بها إليه".
وقوله:"قَالَ القوم: ما أحسنت": "ما": نافيه، وَقَدْ وقعت تسمية المعاتب له منْ الصحابة، فِي طريق هشام بن سعد المذكورة، ولفظه:"قَالَ سهل: فقلت للرجل: لم سألته، وَقَدْ رأيت حاجته إليها؟ فَقَالَ: رأيت ما رأيتم، ولكن أردت أن أخبأها، حَتَّى أكفن فيها". وقوله:"أنه لا يرد": كذا وقع هنا بحذف المفعول، وثبت فِي رواية ابن ماجه بلفظ:"لا يرد سائلا"، ونحوه فِي رواية يعقوب عند البخاريّ فِي "البيوع"، وفي رواية أبي غسان فِي "الأدب": "لا يسأل شيئا فيمنعه".
وقوله:"ما سألته لألبسها": فِي رواية أبي غسان: "فَقَالَ: رجوت بركتها، حين لبسها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، وأفاد الطبراني فِي رواية زمعة بن صالح:"أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أمر أن يصنع له غيرها، فمات قبل أن تفرغ". انتهى "فتح" ٣/ ٤٨٦ - ٤٨٨. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه هَذَا أخرجه البخاريّ.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه: