عن سالم بن عبد الله رحمه الله تعالى (أَنَّ) أباه (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ:"بَيْنَا) وفي نسخة: "بينما" (رَجُلٌ) زاد مسلم فِي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-منْ طريق أبي رافع عنه: "ممن كَانَ قبلكم"، وَقَدْ أخرجه أحمد منْ حديث أبي سعيد، وأبو يعلى منْ حديث أنس، وفي روايتهما أيضًا: "ممن كَانَ قبلكم"، وبذلك جزم النوويّ، وأما ما أخرجه أبو يعلى منْ طريق كريب، قَالَ: كنت أقود ابن عبّاس، فَقَالَ: حدثني العبّاس، قَالَ: "بينا أنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ أقبل رجل يتبختر بين ثوبين … " الْحَدِيث، فهو ظاهر فِي أنه وقع فِي زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فسنده ضعيف، والأول صحيح. ويحتمل التعدد، أو الجمع بأن المراد منْ كَانَ قبل المخاطبين بذلك، كأبي هريرة، فقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وأصله عند أحمد، ومسلم: "أن رجلا منْ قريش أتى أبا هريرة، فِي حلة يتبختر فيها، فَقَالَ: يا أبا هريرة، إنك تكثر الْحَدِيث، فهل سمعته يقول فِي حلتي هذه: شيئا؟ فَقَالَ: والله إنكم لتؤذوننا، ولولا ما أخذ الله عَلَى أهل الكتاب ليبيننه للناس، ولا يكتمونه، ما حدثتكم بشيء، سمعت … " فذكر الْحَدِيث، وَقَالَ فِي آخره: "فوالله ما أدري لعله كَانَ منْ قومك". وذكر السهيلي فِي "مبهمات القرآن" فِي "سورة والصافات" عن الطبري أن اسم الرجل المذكور الهيزن، وأنه منْ أعراب فارس، وهذا أخرجه الطبري فِي "التاريخ" منْ طريق ابن جريج، عن شعيب الجياني. وجزم الكلاباذي فِي "معاني الأخبار" بأنه قارون، وكذا ذكر الجوهري فِي "الصحاح"، وكأن المستند فِي ذلك ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة، منْ حديث أبي هريرة، وابن عبّاس، بسند ضعيف جدا، قالا: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الْحَدِيث الطويل، وفيه: "ومن لبس ثوبا، فاختال فيه، خُسف به منْ شفير جهنم، فيتجلجل فيها؛ لأن قارون لبس حلة، فاختال فيها، فخسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". وروى الطبري فِي "التاريخ" منْ طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، قَالَ: ذُكر لنا أنه يُخسف بقارون كل يوم قامة، وأنه يتجلجل فيما لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة".
(يَجُرُّ إِزَارَهُ) قَالَ فِي "الفتح": الاقتصار عَلَى الإزار، لا يدفع وجود الرداء، وإنما خص الإزار بالذكر؛ لأنه هو الذي يظهر به الخيلاء غالبا. انتهى.
وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "يمشي فِي حلة"، والحلة ثوبان أحدهما فوق الآخر، وقيل: إزار ورداء، وهو الأشهر، ووقع فِي رواية الأعرج وهمام جميعا عن أبي هريرة، عند مسلم:"بينما رجل يتبختر فِي برديه". وفي حديث أبي سعيد، عند أحمد، وأنس