للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عند أبي يعلى: "خرج فِي بردين، يختال فيهما".

(مِنَ الْخُيَلَاءِ) "منْ" تعليليّة: أي لأجل الخيلاء، وهو بضمّ الخاء المعجمة، وتخفيف المثنّاة التحتيّة، والمدّ-: الكبر، والإعجاب بالنفس، ومنه سُمّيت الخيل؛ لاختيالها، وهو إعجابها بنفسها مَرَحًا. وَقَالَ النوويّ: قَالَ العلماء: الخيلاء بالمدّ، والْمَخِيلة، والْبَطَرُ، والكِبرُ، والزهو، والتبختر كلها بمعنًى واحد، وهو حرام، ويقال: خال الرجل خالاً، واختال اختيالاً: إذا تكبّر، وهو رجل خال: أي متكبّرٌ، وصاحب خال: أي صاحب كبر. انتهى "شرح مسلم" ١٤/ ٦١.

وَقَالَ القرطبيّ: المشهور فِي "الخيلاء" بضم الخاء، وَقَدْ قيلت بكسرها. انتهى "المفهم" ٥/ ٤٠٥.

وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند البخاريّ: "تُعجبه نفسه"، وفي رواية: "فأعجبته جُمّته، وبُرداه".

قَالَ القرطبيّ: إعجاب المرء بنفسه، هو ملاحظته لها بعين الكمال، مع نسيان نعمة الله، فإن احتقر غيره مع ذلك، فهو الكبر المذموم. انتهى.

(خُسِفَ بِهِ) بالبناء للمفعول، يقال: خَسَفَ المكانُ خَسْفاً، منْ باب ضرب، وخُسُوفًا أيضًا: غار فِي الأرض، وخسفه الله يتعدّى، ولا يتعدّى. قاله الفيّوميّ.

وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "إذ خسف الله به"، وفي رواية: "فخسف الله به الأرض"، والأول أظهر فِي سرعة وقوع ذلك به.

(فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ") وفي رواية الربيع بن مسلم، عند مسلم: "فهو يتجلجل فِي الأرض حَتَّى تقوم الساعة"، ومثله فِي رواية أبي رافع، ووقع فِي رواية همام، عن أبي هريرة، عند أحمد: "حَتَّى يوم القيامة".

و"التجلجل"- بجيمين-: التحرك، وقيل: الجلجلة الحركة مع صوت، وَقَالَ ابن دُريد: كل شيء خلطت بعضه ببعض، فقد جلجلته، وَقَالَ ابن فارس: التجلجل: أن يسوخ فِي الأرض، مع اضطراب شديد، ويندفع منْ شق إلى شق.

فالمعنى يتجلجل فِي الأرض: أي ينزل فيها مضطربا، متدافعا. وحكى عياض أنه رُوي "يَتَجَلَّل" بجيم واحدة، ولام ثقيلة، وهو بمعنى يتغطى: أي تُغطّيه الأرضُ. وحكى عن بعض الروايات أيضًا: "يتخلخل" بخاءين معجمتين، واستبعدها، إلا أن يكون منْ قولهم: خلخلت العظم: إذا أخذت ما عليه منْ اللحم. وجاء فِي غير "الصحيحين": "يتحلحل" بحاءين مهملتين. قَالَ الحافظ: والكل تصحيف إلا الأول.

ومقتضى هَذَا الْحَدِيث أن الأرض لا تأكل جسد هَذَا الرجل، فيمكن أن يُلغَز به،