للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكسر القاف، وتخفيف الراء، والتنوين، فيكون "ستر" بالرفع بدلاً منْ "قرام"، ورُوي بحذف التنوين، والإضافة، وهو الستر الرقيق منْ صوف، ذو ألوان. قاله فِي "عون المعبود" ١١/ ١٤٢ (فِيهِ تَصَاوِيرُ) وفي رواية أبي داود: "فيه تماثيل"، وهو جمع تِمثال بكسر أوله، وهو بمعنى التصاوير، والمراد بها صورة الحيوان (فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُءُوسُهَا) ببناء الفعل للمفعول، وفي رواية أبي داود: "فمر برأس التمثال الذي فِي البيت يُقطع، فيصير كهيئة الشجرة".

(أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ) بالبناء للمفعول أيضًا، وفي رواية أبي داود: "ومر بالستر، فليُقطَع، فيُجعل منه وسادتين منبوذتين (١) توطآن، ومر بالكلب، فليُخرج، ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا الكلب لحسن، أو حسين، كَانَ تحت نَضَد لهم، فأمر به، فأُخرِج". قَالَ أبو داود: والنضَد: شيء توضع عليه الثياب، شبه السرير. انتهى.

قَالَ الخطّابيّ: فيه دليل عَلَى أن الصورة إذا غُيّرت بأن يُقطع رأسها، أو تُحلّ أوصالها حَتَّى يُغيّر هيئتها عمّا كانت عليه، لم يكن بها بعد ذلك بأس. انتهى "معالم السنن" ٦/ ٨٢.

وَقَالَ القاريّ: والمراد بقطع الستر التوصّل إلى جعله وسادتين، كما هو ظاهر منْ الْحَدِيث، فيفيد جواز استعمال ما فيه الصورة بمحو الوسادة، والفراش، والبساط. انتهى.

(فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ) بنصب "معشر" عَلَى الاختصاص، كما قَالَ فِي "الخلاصة":

الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ "يَا" … كَـ"أيُّهَا الْفَتَى" بِإثْرِ "ارْجُونِيَا"

وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ أَيٍّ تِلْوَ "أَلْ" … كَمِثْلِ "نَحْنُ الْعُرْبَ أَسْخَى مَنْ بَذَلْ

(لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ) يعني التصاوير الباقية عَلَى هيئتها، دون تغيير لها، كما بيّنه قوله: "فإما أن تُقطع الخ". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:


(١) هكذا نسخ أبي داود بالياء، والظاهر أنه "وسادتان" بالألف عَلَى أنه نائب فاعل "يُجعل"، فالله تعالى أعلم.