(عَنْ سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ) بفتح، فسكون (رَجُلٍ) بالجرّ بدل منْ "سمرة"، ويجوز رفعه خبر لمحذوف: أي هو رجل (مِنْ قَوْمِهِ) أي منْ قوم أبي وائل، أنه (قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ) -رضي الله عنه- (وَهُوَ طَعِينٌ) جملة فِي محل نصب عَلَى الحال: أي والحال أنه طيعين، وهو فعل بمعنى مفعول: أي أصابه مرض الطاعون، قَالَ ابن الأثير: الطاعون المرض العامّ، والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجه والأبدان. يقال: طُعن الرجل -مبنيًّا للمفعول- فهو مطعون، وطَعِينٌ: إذا أصابه الطاعون. انتهى "النهاية" ٣/ ١٢٧. وفي رواية الترمذيّ:"جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة، وهو مريض"(فَأَتَاهُ مُعَاوِيَةُ) بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما، وتقدّم آنفاً أنه خاله (يَعُودُهُ) أي يزوره (فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ) -رضي الله عنه- (فَقَالَ مُعَاويَةُ) -رضي الله عنه- (مَا يُبْكِيكَ؟)"ما" استفهامية: أي أيّ شيء يحملك عَلَى البكاء (أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ) بضم أوله، منْ اشأزه، بشين معجمة، ثم همزة مكسورة، وزاي -كأقلقه وزناً ومعنًى (أَمْ عَلَى الدُّنْيَا؟) أي أم تبكي عَلَى فراق نعم الدنيا (فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا) يعني أنه لا ينبغي البكاء، والتحسّر عليها؛ لأن صفوها زال، ولم يبق إلا الكدر (قَالَ) أبو هاشم -رضي الله عنه- (كُلٌّ) منوّناً، وتنوينه للعوض: أي كلّ ما ذكرته (لَا) أي ليس سبب بكائي، يعني أنه لا يبكي لشدة المرض، ولا للحزن عَلَى مفارقة الدنيا، وإنما يبكي لأمر آخر، وهو ما ذكره بقوله (وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا) أي أوصاني بوصيّة، يقال: عهِد إليه، منْ باب تَعِبَ: إذا أوصاه (وَدِدْتُ) بكسر الدال الأول، منْ باب تعِب: أي أحببت (أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ) أي تبعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فيما عهد إليّ. وفي رواية الترمذيّ:"ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهدًا لم آخذ به"(قَالَ) أي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بدل منْ "عهد"، بدل الفعل منْ الفعل، كما قَالَ فِي "الخلاصة":