للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حديث أنس -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.

[تنبيه]: اختُلف فِي وصل هَذَا الْحَدِيث، وإرساله، فقد رواه جرير بن حازم، وهمام، كلاهما عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه-، موصولاً، كما عند المصنّف فِي هذه الرواية، وخالفهما هشام الدستوائيّ، فرواه، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، مرسلاً، كما فِي الرواية التالية، قَالَ فِي "تحفة الأشراف" ١/ ٣٠١ (١): قَالَ النسائيّ: هَذَا حديث منكر -يعني حديث جرير، وهمام- والصواب: قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، وما رواه عن همام، غير عمرو بن عاصم. انتهى. وَقَالَ الدارميّ -بعد أن أخرجه منْ طريق جرير بن حازم، عن قتادة-: هشام الدستوائيّ خالفه، فَقَالَ: قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وزعم النَّاس أنه هو المحفوظ. انتهى. وَقَالَ فِي "تهذيب التهذيب": جرير بن حازم بن زيد البصريّ، ثقة، لكن فِي حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث منْ حفظه، قَالَ أحمد: حديث جرير عن قتادة، عن أنس، قَالَ: "كانت قبيعة سيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضّة" خطأ، والصواب عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن. انتهى. وَقَالَ أبو داود: أقوى هذه الأحاديث حديث سعيد بن أبي الحسن، والباقية ضعاف. وَقَالَ الدارقطنيّ: الصواب: عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، مرسلاً.

لكن قَالَ ابن القيّم فِي "تهذيب السنن" والصواب أن حديث قتادة، عن أنس محفوظ منْ رواية الثقات الضابطين المتثبّتين: جرير بن حازم، وهمام، عن قتادة، عن أنس، والذي رواه عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن مرسلاً هو هشام الدستوائيّ، وهشام، وإن كَانَ مقدّماً فِي أصحاب قتادة، فليس همام، وجرير إذا اتّفقا بدونه. انتهى منْ هامش "عون المعبود" ٧/ ١٨٠.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: يؤيّد ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى منْ تصحيح رواية جرير، وهمام ما أخرجه أبو داود، بإسناد صجيح، عن عثمان بن سعد، عن أنس -رضي الله عنه-، وعثمان بن سعد، وإن تكلّم فيه يحيى القطّان، وآخرون إلا أنه وثّقه آخرون، فَقَالَ أبو نعيم الحافظ: بصريّ ثقة، وَقَالَ الحاكم فِي "المستدرك": بصريّ ثقة، عزيز الْحَدِيث. وَقَالَ ابن عديّ: هو حسن الْحَدِيث، ومع ضعفه يكتب حديثه. وَقَالَ ابن خلفون: قَالَ ابن وضّاح: سمعت أبا جعفر السبتيّ يقول: عثمان بن سعد الكاتب بصريّ ثقة، يروي عن أنس. انظر ترجمته فِي "تهذيب التهذيب" ١/ ٦١. فمثله صالح


(١) قلت: لم أر كلام المصنّف هَذَا فِي "المجتبى"، ولا فِي "الكبرى" فِي هَذَا الباب، ولعله لاختلاف النسخ، أو ذكره فِي محلّ آخر، والله تعالى أعلم.