٧ - (الحسن) بن أبي الحسن، أبو سعيد البصريّ، ثقة فقيه فاضل يدلس ويرسل [٣] ٣٢/ ٣٦.
٨ - (عبد الرحمن بن سَمُرة) بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وقيل: غير ذلك، أبو سعيد، صحابيّ، منْ مسلمة الفتح، وقيل: كَانَ اسمه قبل الإِسلام عبد كُلال -بضم أوله، والتخفيف- وَقَدْ شهد فتوح العراق، وكان فتح سِجِستان عَلَى يديه، أرسله عبد الله بن عامر، أمير البصرة لعثمان عَلَى السريّة، ففتحها، وفتح غيرها، وَقَالَ ابن سعد: مات سنة (٥٠)، وقيل: بعدها بسنة، وَقَدْ تقدّمت ترجمته فِي ٢/ ١٤٦٠. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ ثمانيّات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين، غير شيخه الأول، فخُوَارَزْميّ، ثم بغداديّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا) ناهية، ولذا جُزم الفعل بعدها، وكسره للالتقاء الساكنين (تَسْأَلِ الإِمَارَةَ) بالكسر: أي لا تطلب الولاية، قَالَ فِي "الفتح": وفي رواية يونس بن عُبيد، عن الحسن بلفظ: "لا تمنّيَنّ" بصيغة النهي عن التمنّي، مؤكّدا بالنون الثقيلة، والنهي عن التمنّي أبلغ منْ النهي عن الطلب. انتهى (فَإِنَّكَ) الفاء للتعليل، أي لأنك (إِنْ أُعْطِيتَهَا) بالبناء للمفعول، وضمير المخاطب (عَنْ مَسْأَلَةٍ) أي لأجل سؤال، وطلب لها، فـ"عن" بمعنى اللام، كما قوله عز وجل:{وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} الآية [هود: ٥٣]، ويحتمل أن تكون بمعنى "بعدُ"، كما فِي قوله عز وجل:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} الآية [الانشقاق: ١٩]: أي حالة بعد حالة، وقول الشاعر [منْ الرجز]:
(وُكِلْتَ إِلَيْهَا) بالبناء للمفعول: يقال: وكلته إلى نفسه، منْ باب وعد وُكُولاً: لم أقم بأمره، ولم أعنه، قاله الفيّوميّ. والمعنى أنك إذا أُعطيت الإمارة بسؤال وكلت إليها، وهو كناية عن عدم العون منْ الله تعالى فِي معرفة الحقّ، والتوفيق للعمل به، وذلك لأنه حيث اجترأ عَلَى السؤال، فقد اعتمد عَلَى نفسه، فلا يستحقّ العون. قاله السنديّ.