للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[الحديد: ٢٨]: الْقُرْآنَ، وَاتِّبَاعَهُمُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} يَتَشَبَّهُونَ بِكُمْ، {أَنْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} الآيَةَ [الحديد: ٢٧ - ٢٩]).

رجال هَذَا الإسناد: ستة:

١ - (الحسين بن حُريث) أبو عَمّار الخزاعيّ مولاهم المروزيّ ثقة [١٠] ٤٤/ ٥٢.

٢ - (الفضل بن موسى) السِّينانيّ المروزيّ، ثقة ثبت، ربما أغرب، منْ كبار [٩] ٨٣/ ١٠٠.

٣ - (سفيان بن سعيد) الثوريّ الكوفيّ الإِمام الحجة الثبت المشهور [٧] ٣٣/ ٣٧.

٤ - (عطاء بن السائب) أبو محمّد، أو أبو السائب الثقفيّ الكوفيّ، صدوقٌ اختلط [٥] ١٥٢/ ٢٤٣.

٥ - (سعيد بن جبير) الأسديّ مولاهم الكوفيّ، ثقة ثبت فقيه [٣] ٢٨/ ٤٣٦.

٦ - (ابن عبّاس) عبد الله البحر الحبر رضي الله تعالى عنهما ٢٧/ ٣١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح وعطاء، وإن كَانَ اختلط إلا أن سفيان رَوَى عنه قبل اختلاطه، وأخرج له البخاريّ متابعة. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين منْ سفيان. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما منْ العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، رَوَى (٢٦٩٦) حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: كَانَتْ مُلُوكٌ بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلامُ، بَدَّلُوا التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ) أي غيّروا ما فيهما منْ الأحكام التي لا توافق هواهم (وَكَانَ فِيهِمْ) أي فِي جملة أولئك الملوك المبدّلين، وقومهم قوم (مُؤْمِنُونَ) بالله تعالى، وبما أنزل عَلَى نبيهم (يَقْرَءُونَ التَّورَاةَ) أي والإنجيل بدليل ما يأتي منْ قوله: "أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل" (قِيلَ لِمُلُوكِهِمْ: مَا نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمٍ يَشْتِمُونَّا هَؤُلَاءِ) يحتمل أن يكون بتشديد النون، وأصله: "يشتموننا"، فأدغمت نون الرفع فِي نون الضمير، ويحتمل أن يكون بتخفيفها بحذف إحداهما، وجملة "يشتمونا" فِي محلّ جرّ صفة لـ"شتم" بتقدير العائد: أي يشتموناه، والضمير المقدّر يكون مفعولا مطلقًا، ثم الكلام منْ باب "أكلوني البراغيث"، قاسم الإشارة فاعل والواو حرف دال عَلَى الجماعة، كما قَالَ فِي "الخلاصة":