للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمرو بن عيسى شيخ آخر، وهو العدوي، وأما هَذَا فهو السعدي، واسمه عبد ربه، فجزم بذلك فِي أنه حَكَى عن ابن حِبّان ما يقتضي أنه اختُلف فيه. رَوَى له الجماعة، سوى البخاريّ، وابن ماجه، وله عندهم هَذَا الْحَدِيث فقط.

٤ - (أبو عثمان النَّهْديّ) -بفتح النون، وسكون الهاء- عبد الرحمن بن ملّ -مثلّث الميم، والسلام مشدّدة- الكوفيّ، مخضرم ثقة، منْ كبار [٢] ١١/ ٦٤١.

٥ - (أبو سعيد الخدريّ) سعد بن مالك بن سنان الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما ١٦٩/ ٢٦٢.

٦ - (معاوية) بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة الأمويّ، أبو عبد الرحمن الخليفة، أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومات فِي رَجَب سنة (٦٠)، وَقَدْ قارب الثمانين، وتقدم فِي ٢٨٦/ ٢٩٤. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، سوى شيخه، فقد تفرد به هو وأبو داود، والترمذيّ. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين إلى أبي نعامة. (ومنها): أن فيه رواية صحابيّ، عن صحابيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) رضي الله تعالى عنه (قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ) بن أبي سفيان (رَضِيَ اللهُ عَنْهُـ) ـما (إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، خَرَجَ) وفي رواية مسلم: "عن أبي سعيد الخدريّ، قَالَ: خرج معاوية عَلَى حلقة فِي المسجد، فَقَالَ: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قَالَ: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: ولله ما أجلسنا إلا ذاك، قَالَ: أما إني لم أستحلفكم تُهْمَةً دكم، وما كَانَ أحدٌ بمنزلتي منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقلّ عنه حديثًا منّي، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عَلَى حلقة … " الْحَدِيث (عَلَى حَلْقَةٍ) بفتح، فسكون (يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ) العناية منْ بعض الرواة، وفي رواية مسلم، والترمذيّ: "خرج عَلَى حلقة منْ أصحابه" بدون "يعني" (فَقَالَ: "مَا أَجْلَسَكُمْ؟) "ما" استفهاميّة، والمعنى: ما السبب الذي جعلكم جالسين هاهنا (قَالُوا: جَلَسْنَا نَدْعُو اللهَ، وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ) كما حكى الله تعالى عن قول أهل دار السلام: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله} [الأعراف: ٤٣] الآية (وَمَنَّ عَلَيْنَا) منْ بين الأنام (بِكَ) أي ببعثتك؛ لأنه الرحمة المهداة منْ الله تعالى، كما قَالَ عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (آلله) بهمزة ممدودة، هي عوض منْ باء القسم. قَالَ السيّد