الصحابيّ -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَصَبْتُ خَلْوَةً) -بفتح، فسكون-: أي وجدت منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- انفرادًا منْ النَّاس (مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَدَنوْتُ مِنْهُ) أي قربت منه -صلى الله عليه وسلم- (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (قُلْ) أي قل: ما أُملي عليك (فَقُلْتُ: مَا) استفهامية (أَقُولُ؟، قَالَ:"قُلْ"، قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟) كرر طلب القول تأكيدًا عليه بأن ما يعلّمه حريّ بالتنبّه له، والإقبال عليه، والتمسك به (قَالَ:"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ:"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ:"مَا تَعَوَّذَ النَّاسُ بِأَفْضَلَ مِنْهُمَا) أي ما تحصّن متحصّن منْ أن يناله مكروه، والتجأ إلى الله فِي ذلك ملتجىء بمثل هاتين السورتين، وفيه فضيلة لهاتين السورتين، وأنهما لا مثيل لهما فِي باب التعوّذ، فينبغي قراءتهما، والمداومة عَلَى ذلك حَتَّى يُدفع عن الإنسان كل سوء. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
والحديث صحيح، وَقَدْ تقدّم تخريجه فيما قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ": هو أبو العبّاس العطار الرّقّيّ، ثقة [١١] منْ أفراد المصنّف. و"الْقَعْنَبِيُّ": هو عبد الله بن مسلمة البصريّ، ثقة عابد، منْ صغار [٩]. و"عَبْدِ الْعَزِيزِ": هو ابن محمد الدراورديّ المدنيّ، صدوقٌ، كَانَ يحدّث منْ كتب غيره فيخطىء [٨].
و"عبد الله بنَ سليمان" بن أبي سلمة الأسلمىّ المدنيّ الْقُبائيّ -بضم القاف، وتخفيف الموحدة- صدوقٌ يُخطىء [٧].
رَوَى عن أمه، وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني، وسالم بن عبد الله بن عمر. وعنه سليمان بن بلال، والدَّرَاوَرْديّ، وأبو عامر العقدي، ومعن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبي، وغيرهم. قَالَ ابن معين: ثقة. وَقَالَ أبو حاتم: لا بأس به. وَقَالَ عبّاس العنبري، عن أبي عامر العقدي: ثنا عبد الله بن سليمان، شيخ منْ أهل