للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المدينة، لا بأس به. وَقَالَ ابن حبّان فِي "الثقات": عبد الله بن سليمان، مولى الأسلميين، يخطىء. وذكر ابن عدي أنه منْ جملة المدنيين المجهولين، رَوَى عنه القعنبي.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: كلام ابن عديّ هَذَا فيه نظر لا يخفى؛ إذ عرفه غيره منْ الأئمة الذين ذُكِرُوا قبله، فلا يضرّه أن لا يعرفه هو، فتبصّر.

رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والمصنّف، وابن ماجه، له عند المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط، وله عند البخاريّ فِي "الأدب"، وابن ماجه حديث آخر؟.

وقوله: "فاستمعت": أي توجّهت تلقاء كلامه ذلك، وما عرفت ما يريد.

وقوله: "ما أقول": أي ماذا أقرأ.

وقوله: "ما تعوّذ بمثلهنَّ متعوّذ": أي ما تحصّن بمثل هاتين السورتين متحصّنٌ، وإنما اختصّتا بذلك؛ لاشتمالهما عَلَى الجوامع فِي المستعاذ به، والمستعاذ منه، أما الأول فلأن الافتتاح بربّ الفلق مؤذنٌ بطلب فيض ربّانيّ يزيل كلّ ظلمة فِي الاعتقاد، أو العمل؛ لأن الفلق الصبح، وهو وقت فيضان الأنوار، ونزول البركات، وقسم الأرزاق، وذلك مناسب للمستعاذ به. وأما الثاني فلأنه فِي السورة الأولى ابتدأ فِي ذكر المستعاذ منه بالعامّ، وهو شرّ كلّ مخلوق حيّ أو جماد، فيه شرّ فِي البدن، أو المال، أو الدنيا، أو الدين، كإحراق النار، ثم بالخاصّ؛ اعتناء به؛ لخفاء أمره؛ إذ يلحق الإنسان منْ حيث لا يعلم؛ لأن الظلمة التي تعقب ذلك تكون سببًا لصعوبة التحرّز منْ الشرّ المسبّب عنها. قاله فِي "المنهل العذب المرود" ٨/ ١١٧.

والحديث أخرجه مسلم، وَقَدْ تقدّم فِي كتاب "الافتتاح" ٤٦/ ٩٥٣ مختصرًا، ومضى شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٤٣٣ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قُلْ" قُلْتُ: وَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، فَقَرَأَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ: "لَمْ يَتَعَوَّذِ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ" أَوْ "لَا يَتَعَوَّذُ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ").

"أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ": هو الأوديّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقة [١١]. و"خَالِدُ ابْنُ مَخْلَدٍ": هو الْقَطَوانيّ، أبو الْهَيثم الكوفيّ، صدوقٌ يتشيّع، وله أفراد، منْ كبار [١٠].