قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أحمد بن عمرو": ابن السرح المصريّ. و"القاسم، مولى معاوية": هو ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقيّ، صاحب أبي أُمامة، ويقال له: مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي، صدوقٌ يرسل كثيراً [٣].
وقوله: "خير سورتين": أي منْ خير السور، وليس المراد أنهما أفضل السور عَلَى الإطلاق، إذ هناك ما يساويهما، أو يزيد عليهما، وقيل: هما يزيدان عَلَى غيرهما منْ السور فِي باب التعويذ، إذ لم توجد سورة كلها تعويذ إلا هاتين السورتين. قاله فِي "المنهل" ٨/ ١١٦.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: والاحتمال الأخير هو الأقرب. والله تعالى أعلم.
وقوله: "فلم يرني سُررت بهما جدًّا": "سررت" بالبناء للمفعول: أي ما فرحت فرحًا كثيرا، والنفي راجع إلى الصفة التي هي كثرة السرور، لا إلى أصل السرور؛ لأنه حاصل، ولعل عقبة لم يكثر سروره بهما؛ لأنه كَانَ يريد سورتين أطل منهما، كما يُشعر به قوله فِي الرواية الآتية: "فقلت: أقرئني سورة هود، أقرئني سورة يوسف … " الْحَدِيث.
وقوله: "كيف رأيت": يعني كيف حال هاتين السورتين عندك الآن بعد أن رأيتني صليت بهما الصبح التي يُقرأ فيها بالطوال، وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- ذلك له ترغيبًا، وتنبيهًا عَلَى فضلهما، وتأكيدًا لقوله: "ألا أعملك خير سورتين".
والحديث صحيح، أخرجه هنا -١/ ٥٤٣٨ و٥٤٣٩ - وفي "الكبرى" ١/ ٧٨٤٣ و٧٨٤٨ وفي "عمل اليوم والليلة" ٨٨٩ وأخرجه أبو داود فِي "الصلاة" ١٤٦٢. والله