للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الرواية الآتية ٥٤٥٨ و٥٤٨٦: "دعاء أنتفع به" (فَأَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: "قُلْ: أَعُوذُ بكَ) الخطاب لربه سبحانه وتعالى (مِنْ شَرِّ سَمْعِي) أي بأن لا أسمع حقّا، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أو بأن أسمع الزور، والبهتان، وسائر أسباب العصيان (وَشَرِّ بَصَرِي) أي بأن انظر إلى ما لا يحلّ النظر إليه، ومنه النظر عَلَى وجه الاحتقار لأحد منْ المسلمين، أو أُهمل النظر فيما يُطلب النظر إليه (وَشَرِّ لِسَانِي) أي بأن أتكلّم فيما لا يجوز الكلام فيه، أو فيما لا يعنيني (وَشَرِّ قَلْبِي) أي بأن أشغله بغير الله سبحانه وتعالى، أو بما نهى عنه، منْ حقد، وحسد، وعُجب، ونحو ذلك منْ الآفات المهلكات (وَشَرِّ مَنِيِّي) أي بأن أوقعه فِي غير المحل المشروع له، أو يوقعني فِي مقدّمات الزنا، منْ النظر، واللمس للأجنبيات (قَالَ) شكَل -رضي الله عنه- (حَتَّى حَفِظْتُهَا) أي علّمني، وكرر عليّ حَتَّى حفظت هذه التعوّذات (قَالَ سَعْدٌ) أي ابن أوس الراوي عن بلال بن يحيى (وَالْمَنِيُّ مَاؤُهُ) أي المراد بقوله: "وشر منيي" المنيّ الذي يخرج منْ الذكر، ويحتمل أن يكون المراد به الذكر الذي هو محلّ خروج المنيّ. وقيل: هو جمع المنيَّةِ بمفتح الميم: أي منْ شرّ الموت، أي قبض روحه عَلَى عمل قبيح. وتفسير سعد أولى، وهو المقدّم عَلَى غيره؛ لأن الراوي أعلم بمَعْنَى ما رَوَى منْ غيره. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث شَكَل بن حميد -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٤/ ٥٤٤٦ و١٠/ ٥٤٥٧ و١١/ ٥٤٥٨ و٢٨/ ٥٤٨٦ - وفي "الكبرى" ٧/ ٧٨٧٥ و٧٨٧٦ و٨/ ٧٨٧٧. وأخرجه (د) فِي "الصلاة" ١٥٥١ (ت) فِي "الدعوات" ٣٤٩٢ (أحمد) فِي "مسند المكيين" ١٥١١٣.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان استحباب الاستعاذة منْ شر السمع، والبصر. (ومنها): استحباب الاستعاذة منْ الأشياء المذكورة فِي هَذَا الْحَدِيث جميعًا. (ومنها): ما كَانَ عليه الصحابة -رضي الله عنهما- منْ العناية بسؤال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ما ينفعهم منْ أمور الدنيا والآخرة. (ومنها): ما كَانَ عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منْ تعليم أمته كل ما يدفع عنهم السوء. (ومنها): أن المطلوب منْ العبد أن يكون دائم الإقبال عَلَى ربّه، ويتضرّع إليه، ليحفظه منْ جميع المكاره، فإنه محاط بالأخطار الظاهرة والباطنة، ولا يستطيع التغلب