٦ - (أبو سعيد) سعد بن مالك بن سنان الخدريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما ١٦٩/ ٢٦٢. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه منْ أفراده. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه أبا سعيد -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، رَوَى (١١٧٠) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَتَعَوَّذُ مِنْ عَينِ الْجَانِّ، وَعَيْنِ الإنْسِ) أي يقول: أعوذ بالله منْ الجانّ، ومن عين الإنس (فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ) بكسر الواو المشدّدة، أي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} إلى آخر السورتين، سمّيتا معوّذتين لكونها محصّنتين منْ تعوّذ بهما منْ المكروه (أَخَذَ بِهمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ) أي مما كَانَ يتعوّذ به منْ الكلام، غير القرآن؛ لما تضمّنتاه منْ الاستعاذة منْ كلّ مكروه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٣٧ - وفي "الكبري" ٣٨/ ٧٩٣٠. وأخرجه (ت) فِي "الطبّ" ٢٠٥٨ (ق) فِي "الطب" ٣٥١١. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان مشروعيّة الاستعاذة منْ عين الجانّ. (ومنها): كونه -صلى الله عليه وسلم- يكثر الاستعاذة منْ كلّ مكروه. (ومنها): بيان فضل هاتين السورتين. (ومنها): أن الجانّ يتسلّطون عَلَى بني اَم بالأذيّة، فينبغي الالتجاء إلى الله عز وجل فِي دفع أذاهم؛ لأنهم يسلطون منْ حيث لا يقدر عليه الآدميّ، كما قَالَ عز وجل:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٢٧]. (ومنها): أن ضرر العين حقّ، وإن أنكره الفلاسفة، وَقَدْ ثبت ذلك فِي أحاديث كثيرة، فقد أخرج الشيخان منْ