للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنصاريّ الحية، عَلَى فراشه، وموته، وعند المصنّف، هَذَا الْحَدِيث فقط، وعند أبي داود والترمذي هَذَا الْحَدِيث، وغيره. قَالَ الحافظ: صوب الحافظ وأبو عبد الله الذهبيّ، فيما قرأت بخطه تفرقة النسائيّ بينهما، وأنهما كبير وصغير، فالكبير رَوَى عن أبي اليسر، كعب بن عمرو، وروى عنه محمد بن عجلان، والصغير رَوَى عن أبي السائب، وروى عنه مالك. والله أعلم. انتهى "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٢٠.

٥ - (أبو اليسر) كعب بن عمرو بن عَبّاد بن عمرو بن غَزِيّة بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب ابن سلمة الأنصاريّ السلمي، أبو اليسر، وقيل فِي نسبه: غير ذلك، شهد العقبة وبدرا، وهو ابن عشرين سنة، وهو الذي أَسَر العبّاس يومئذ، رَوَى عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعنه ابنه عمار، وموسى بن طلحة بن عبيد الله، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وعمر ابن الحكم بن رافع، وحنظلة بن قيس الزُّرَقي، وصيفي مولى آل أيوب، وربعي بن حراش، قَالَ أبو حاتم، وغير واحد: مات بالمدينة سنة خمس وخمسين، وقيل: إنه آخر منْ مات منْ أهل بدر رضي الله عنهم، وهو قول ابن إسحاق، وهو بقية الأنصار، وذكر العسكري أنه شهد مع عليّ مشاهده، وأنه مات، وله عشرون ومائة سنة، وفي "المسند" منْ حديثه أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، بعثه فِي حاجة، فرآه مُوَلِّيًا، فَقَالَ: "اللَّهم أمتعنا به"، فكان منْ آخر الصحابة موتا، وكان إذا حدث بهذا الْحَدِيث بكى، وَقَالَ أُمتعوا بي لعمري، حَتَّى كنت منْ آخرهم. رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والباقون، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب هَذَا الْحَدِيث فقط. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ عبد الله بن سعيد. (ومنها): أن صحابيّه منْ المقلّين منْ الرواية إلا نحو أربعة أحاديث. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي الْيَسَرِ) كعب بن عمرو -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ التَّرَدِّي) أي السقوط منْ مكان مرتفع، نحو جبل، أو السقوط فِي نحو بئر (وَالْهَدْم) بفتح، فسكون: مصدر هدم، منْ باب ضرب، يقال: هدمت الباء: أسقطته، وَالْهَدَم بفتحتين: ما تهدّم: أي أعوذ بك منْ أن يسقط عليّ بناء. قاله فِي "المنهل" ٨/ ٢١٢. وَقَالَ السندىّ: الهدم بفتح، فسكون: مصدر هدم البناء: نقضه، والمراد أن يُهدم عليّ البناء، عَلَى أنه مصدر مبنيّ للمفعول، أو منْ أن أهدم البناء عَلَى أحد عَلَى أنه مصدر مبنيّ للفاعل. انتهى. (وَالْغَرَقِ) بفتحتين: أي الموت فِي الماء