وحديث أنس، أخرجه أحمد بسند صحيح، بلفظ:"ما أسكر فهو حرام"، وحديث أبي سعيد، أخرجه البزار بسند صحيح، بلفظ عمر، وحديث الأشج العَصَري، أخرجه أبو يعلى كذلك بسند جيد، وصححه ابن حبّان، وحديث ديلم الحميري، أخرجه أبو داود بسند حسن، فِي حديث فيه قَالَ:"هل يسكر؟ " قَالَ: نعم، قَالَ:"فاجتنبوه"، وحديث ميمونة، أخرجه أحمد بسند حسن، بلفظ:"وكل شراب أسكر، فهو حرام"، وحديث ابن عبّاس، أخرجه أبو داود، منْ طريق جيد، بلفظ عمر، والبزار منْ طريق لين، بلفظ:"واجتنبوا كل مسكر"، وحديث قيس بن سعد، أخرجه الطبراني، بلفظ حديث ابن عمر، وأخرجه أحمد منْ وجه آخر، بلفظ حديث عمر، وحديث النعمان بن بشير، أخرجه أبو داود بسند حسن، بلفظ:"وإني أنهاكم عن كل مسكر"، وحديث معاوية، أخرجه ابن ماجه بسند حسن، بلفظ عمر، وحديث وائل ابن حجر أخرجه ابن أبي عاصم، وحديث قرة بن إياس المزني، أخرجه البزار، بلفظ عمر بسند لين، وحديث عبد الله بن مغفل، أخرجه أحمد بلفظ:"اجتنبوا المسكر"، وحديث أم سلمة، أخرجه أبو داود بسند حسن، بلفظ:"نُهي عن كل مسكر ومفتر"، وحديث بريدة أخرجه مسلم فِي أثناء حديث، ولفظه مثل لفظ عمر، وحديث أبي هريرة أخرجه النسائيّ ٥٥٩٠ و٥٥٩١ - بسند حسن كذلك، ذكر أحاديث هؤلاء الترمذيّ فِي الباب، وفيه أيضاً عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند النسائيّ، بلفظ عمر، وعن زيد بن الخطاب، أخرجه الطبراني بلفظ عليّ:"اجتنبوا كل مسكر"، وعن الرسيم (١) أخرجه أحمد، بلفظ:"اشربوا فيما شئتم، ولا تشربوا مسكرا"، وعن أبي بردة بن نيار، أخرجه ابن أبي شيبة بنحو هَذَا اللفظ، وعن طلق بن عليّ، رواه ابن أبي شيبة بلفظ:"يا أيها السائل عن المسكر، لا تشربه، ولا تسقه أحدا منْ المسلمين"، وعن صحار العبدي، أخرجه الطبراني بنحو هَذَا، وعن أم حبيبة عند أحمد فِي "كتاب الأشربة"، وعن الضحاك بن النعمان، عند ابن أبي عاصم فِي "الأشربة"، وكذا عنده عن خَوّات بن جبير.
فإذا انضمت هذه الأحاديث إلى حديث ابن عمر، وأبي موسى، وعائشة، زادت عن ثلاثين صحابيا، وأكثر الأحاديث عنهم جياد، ومضمونها أن المسكر لا يحل تناوله، بل يجب اجتنابه. والله أعلم.
وَقَدْ رَدّ أنس الاحتمال الذي جنح إليه الطحاوي، فَقَالَ أحمد: حدثنا عبد الله بن إدريس، سمعت المختار بن فلفل، يقول: سألت أنسا؟، فَقَالَ: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المزفت، وَقَالَ:"كل مسكر حرام"، قَالَ: فقلت له: صدقت المسكر حرام، فالشربة،
(١) هو رَسِيمُ العَبْديّ الهَجَريّ، ضبطه ابن ماكولا بوزن عظيم، وضبطه ابن نقطة بالتصغير. أفاده فِي "الإصابة" جـ ٢ ص ٤٠٣.