وسيأتي فِي هَذَا الباب عن سعيد بن جبير، أنه قَالَ لابن عبّاس: ما الجرّ؟ فَقَالَ: كلّ شيء منْ المدر، ولفظ مسلم: أي شيء نبيذ الجر؟ قَالَ: كل شيء يُصنع منْ المدر". قَالَ النوويّ: هَذَا صريح منْ ابن عبّاس بأن الجرّ يدخل فيه جميع أنواع الجرار المتّخذة منْ المدر الذي هو التراب. انتهى. وَقَالَ أيضًا: قوله: "نهى عن الجرّ": هو بمعنى الجرار، الواحدة جرّة، وهذا يدخل فيه جميع أنواع الجرار، منْ الحنتم، وغيره، وهو منسوخ، كما سبق. انتهى "شرح مسلم" ١٣/ ١٦٣ - ١٦٤. (قَالَ) ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (نَعَمْ) أي نهى عنه (قَالَ طَاوُسٌ: وَاللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ) أي سمعت منْ ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا الْحَدِيث، إنما قَالَ هَذَا رفعًا لاحتمال أن يكون سمعه بواسطة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ": هو أبو محمد الْمَوْصليّ، نزيل الرملة، صدوقٌ [١٠]، منْ أفراد المصنّف، وأبي داود. و"أبوه": هو زَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ الموصليّ، نزيل الرملة، ثقة [٩] منْ أفرادهما أيضاً. و"إبراهيم بن ميسرة": هو الطائفيّ، نزيل مكة، ثقة ثبت [٥].
والحديث أخرجه مسلم، كما سبق بيانه قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه