للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَنِ الْحَنْتَم؟) أي عن الانتباذ فِي الحنتم (قُلْتُ) القائل جبلة بن سُحيم (مَا الْحَنْتَمُ؟ قَالَ: الْجَرُّ) قالَ الفيّوميّ: والحنتم: فَنْعلٌ الخزف الأخضر، والمراد: الجرّة، ويقال لكلّ أسود حنتمٌ، والأخضر عند العرب أسود. انتهى. وفي "اللسان": قَالَ أبو عبيد: الحنتم هي جرار حُمْرٌ، كانت تُحمل إلى المدينة فيها الخمر. قَالَ الأزهريّ: وقيل للسحاب: حنتم، وحناتم؛ لأمتلائها منْ الماء، شُبهت بحناتم الجرار المملوءة. وفي "النهاية": الحنتم: جرار مدهونة خُضْرٌ كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتُّسِع فيها، فقيل للخزف كلّه حنتم، واحدتها حنتمة، وإنما نُهي عن الانتباذ فيها؛ لأنها تُسرع الشدّةُ فيها لأجل دهنها. وقيل: لأنها كانت تُعمل منْ طين يُعجَن بالدم والشعر، فنهي عنها؛ لِيُمْتَنَع منْ عملها، والأول هو الوجه. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا أخرجه مسلم.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٢٨/ ٥٦١٩ - وفي "الكبرى ٢٩/ ٥١٢٧. وأخرجه (م) فِي "الأشربة" ١٩٩٧. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٢١ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ -يَعْنِي ابْنَ أَسِيدٍ الطَّاحِيَّ بَصْرِيٌّ- يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ قَالَ: نَهَانَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "خالد": هو ابن الحارث الْهُجَيميّ. و"أبو مسلمة": هو سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزديّ، ثم الطاحيّ، أبو مسلمة البصريّ القصير، ثقة [٤].

و"عبد العزير بن أَسيد" -بفتح الهمزة- الطاحيّ البصريّ، مقبول [٤].

رَوَى عن ابن الزبير هَذَا الْحَدِيث فقط. وعنه أبو مسلمة، ذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، تفرد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.

والحديث ضعيف الإسناد؛ لجهالة عبد العزيز الطاحيّ، لكن المتن له شواهد سبقت، وتأتي، فيصحّ بها (١)، وهو منْ أفراد المصنّف، أخرجه هنا -٢٨/ ٥٦٢٠ - وفي


(١) صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، انظر "صحيح النسائيّ" ٣/ ١١٣٩.