للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النهي عن الجر بالجرار الخضر، كما رواه مسلم عن أبي هريرة.

قَالَ النوويّ: وبه قَالَ الأكثر، أو الكثير منْ أهل اللغة، والبغريب، والمحدثين، والفقهاء، وهو أصح الأقوال وأقواها. وقيل: إنها جرار مُقَيَّرة الأجواف، يُؤتى بها منْ مصر، أخرجه ابن أبي شيبة، عن أنس -رضي الله عنه-. وقيل مثله عن عائشة بزيادة: "أعناقُها فِي جُنُوبها"، وعن ابن أبي ليلى: جرارٌ أفواهها فِي جنوبها، يُجلَب فيه الخمر منْ الطائف، وكانوا ينبذون فيها، يضاهون بها الخمر". وعن عطاء: جرار تُعمَل منْ طين ودم وشعر. ووقع عند مسلم عن ابن عبّاس أنه فسر الجر بكل شيء ينصع منْ مدر، وكذا فسر ابن عمر الجر بالجرة وأطلق، ومثله عن سعيد بن جبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. انتهى ما فِي "الفتح" ١١/ ١٨٨. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث ابن أبي أوفى -رضي الله عنه- هَذَا أخرجه البخاريّ.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٢٩/ ٥٦٢٣ و٥٦٢٤ - وفي "الكبرى" ٣٠/ ٥١٣١ و٥١٣٢. وأخرجه (خ) فِي "الأشربة" ٥٥٩٦ (أحمد) فِي "مسند الكوفيين" ١٨٦٢٤ و١٨٦٦١ و١٨٩٠٧. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٢٥ - (أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الأَخْضَرِ وَالأَبْيَضِ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أبو عبد الرحمن": هو المصنّف رحمه الله تعالى. و"محمد بن منصور": هو الْجَوّاز المكيّ. و"سفيان": هو ابن عيينة.

وقوله: "الأخضر والأبيض": هَذَا يخالف رواية شعبة السابقة، فإنه سأله عن الأبيض؟ فَقَالَ: لا أدري، اللَّهمّ إلا أن يُحمل عَلَى أنه نسي فِي المرة الأولى، فَقَالَ: لا أدري، ثم تذكّر بعدُ، فحدّث به، وفيه بُعْدٌ، فالأولى حمل ما تقدّم منْ قوله: "لا أدري" عَلَى الشذوذ، ومما يؤيّد هَذَا رواية عبد الواحد، عن الشيباني، عند البخاريّ المتقدّمة، ولفظها: قَالَ: "قلت: أنشرب فِي الأبيض؟ قَالَ: لا"، فدلّ هَذَا عَلَى أن الرواية بلفظ


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".