رَوَى عن ابن عمر، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والعلاء بن زياد العدوى، ومعاذة صاحبة عائشة، وغيرهم. وعنه شعبة، والحمادان، وابن علية, ومعتمر بن سليمان، وعوف الأعرابيّ، وعلي بن عاصم، وجماعة. قَالَ أحمد: شيخ ثقة. وَقَالَ ابن معين، والنسائي: ثقة. وَقَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة، إن شاء الله. وَقَالَ أبو حاتم: صالح الْحَدِيث.
وكان إسحاق: فاضلا، له شعر. وذكره العجليّ، فَقَالَ: ثقة، وكان يَحمِل عَلَى عليّ -رضي الله عنه-، وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ أبو العرب الصقلي فِي "الضعفاء": كَانَ يحمل عَلَى عليّ -رضي الله عنه- تحاملا شديدا، وَقَالَ: لا أحب عليا, وليس بكثير الْحَدِيث، ومن لم يُحب الصحابة فليس بثقة، ولا كرامةَ. انتهى. وتُوفي فِي الطاعون، فِي أول خلافة أبي العبّاس، سنة (١٣١). رَوَى له البخاريّ مقرونا، حديثًا واحداً فِي "الصوم"، وأخرج له مسلم، وأبو داود، والمصنّف، وله عنده فِي هَذَا الكتاب هَذَا الْحَدِيث فقط كرره مرّتين.
و"معاذة": هي بنت عبد الله العدويّة، أم الصهباء البصريّ، ثقة [٣].
وقولها:"نُهي عن الدباء بذاته" ببناء الفعل للمفعول، والمراد النهي عن الانتباذ فيه، ومعنى "بذاته": أي مع قطع النظر عن الإسكار، أي الانتباذ فيه وحده ممنوع، ولو لم يكن معه إسكار، وهذا كما تقدّم محمول عَلَى ما قبل النسخ. والله تعالى أعلم.
والحديث أخرجه مسلم، كما تم بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل،
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"المعتمر": هو ابن سليمان التيميّ. و"هُنَيدة" بالتصغير مقبولة [٣]، ويحتمل أن تكون هي هند بنت شريك الآتية فِي السند التالي، قاله فِي "التقريب"، تفرّد بها المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الذي يظهر لي أنها هي هنيدة الآتية، سماها بعضهم هندًا، وبعضهم هنيدة. والله أعلم.
وقوله:"فِي حديث ابن عُليّة الخ": يعني أن إسماعيل ابن عليّة رَوَى هَذَا الْحَدِيث،