للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين إلى شعبة. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عن شعبة) بن الحجّاج (قَالَ: سمعت أبا بَكْرِ بْنَ حَفْصٍ) الزهريّ (يقُولُ: سَمِعْتُ) عبد الله (بْنَ مُحيْرِيزِ) الْجمحي المكيّ (يُحدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) وأخرجه ابن ماجه (٣٣٨٥) وأحمد ٥/ ٣١٨ منْ طريق بلال بن يحيي العبسيّ، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن السِّمْطِ، عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يشرب ناس منْ أمتي الخمر، باسم يسمّونها إياه" (عنِ النِّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "يَشْرَبُ نَاسُ مِنْ أُمَّتِي) ذكر ابن التين، عن الداودي، قَالَ: كأنه يريد بالأمة منْ يتسمى بهم، ويستحلّ ما لا يحل لهم، فهو كافر إن أظهر ذلك، ومنافق إن أسره، أو منْ يرتكب المحارم مجاهرة، واستخفافًا، فهو يقارب الكفر، وإن تسمى بالإِسلام؛ لأن الله لا يخسف بمن تعود عليه رحمته فِي المعاد. قَالَ الحافظ: كذا قَالَ، وفيه نظر. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أراد بقوله: "لأن الله لا يخسف الخ" الوعيد المذكور فيما أخرجه البخاريّ فِي "صحيحه" منْ طريق عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قَالَ: حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليكونن منْ أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب عَلَم، يروح عليهم بسارحة لهم، ياتيهم -يعني الفقير- لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير، إلى يوم القيامة" (١).

(الْخَمْرَ) قد تقدّم أن الحقّ كما هو مذهب الجمهور أن الخمر اسم لكلّ ما أسكر، لا كما يزعمه منْ قَالَ: إنه اسم لما عُصر منْ العنب، فإنه مذهب باطلٌ؛ للأدلة الكثيرة، عَلَى ما تقدّم بيانها (يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: قاله فِي محلّ الذمّ، فيدلّ عَلَى أن التسمية، والحيلة لا تجعلان الحرام حلالاً. انتهى. والله تعالى أعلم


(١) غريب هَذَا الْحَدِيث: "الحر" بكسر الحاء، وتخفيف الراء: الفرج، والمراد الزنا. و"المعازف": جمع مِعزفة: آلات اللهو. و"علم": هو الجبل العالي. و"يروح عليهم" بحذف الفاعل، وهو الراعي بقرينة المقام، إذ السارحة لابد لها منْ حافظ. و"يأتيهم لحاجة" بينه فِي رواية الإسماعيليّ فِي "مستخرجه": "يأتيهم طالب حاجة". "فيبيّتهم الله": يهلكهم ليلًا. "يضع العلم": أي يوقع عليهم. انتهى مختصرًا منْ "الفتح" ١١/ ١٧٩ - ١٨١.