للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يتولد منها أصناف المذكور والإناث منْ الأولاد (إِنَّهُ) الضمير للشأن، وهو الذي تفسّره جملة بعده، وهي هنا قوله: (كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا) أي مضى (قَبْلَكُمْ) أي منْ الأمم السابقة (تَعَبَّدَ) أي تنسّك، والمراد أنه صار ذا عبادة كثيرة، وفي الرواية التالية: "كَانَ رجل ممن خلا قبلكم يتعبّد، ويعتزل النَّاس … " (فَعَلِقَتْهُ) بكسر اللام، منْ باب فرح: أي تعلّقت به، وأحبته (امْرَأةٌ غَوِيَّةٌ) بفتح الغين المعجمة، وكسر الواو بعدها تحتانيّة مشدّدة: أي منهمكة فِي الضلال، منْ الزنا وغيره (فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيتَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ) أي نطلبك لتشهد لنا بشيء (فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا، فَطَفِقَتْ) بكسر الفاء، وفتحها، منْ باب فرح، وضرب: أي أخذت، وشرعت (كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ) أي لئلا يتمكّن منْ الفرار (حَتَّى أَفْضَى) أي وصل (إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ) بالفتح: أي حسناء جميلة (عِنْدَهَا غُلَامٌ، وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ) أي إناء خمر، قَالَ ابن منظور: الباطية: إناء، قيل: هو معرّبٌ، وهو الناجُودُ، قَالَ الشاعر:

قَرَّبُوا عُودًا وَبَاطِيَةً … فِبِذَا أَدْرَكْتُ حَاجَتِيَةْ

وَقَالَ ابن سيدهْ: الباطية الناجود، قَالَ: وأنشد أبو حنيفة:

إِنَّمَا لِقْحَتُنَا بَاطِيَةٌ … جَوْنَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزُنِيهَا

وفي "التهذيب": الباطيةُ منْ الزجاج عظيمة، تُملأُ منْ الشراب، وتُوضع بين الشَّرْب، يغرفون منها، ويشربون، إذا وُضع فيها القَدَحُ سَحَّت به، ورَقَصَت منْ عِظَمها، وكثرة ما فيها منْ الشراب، وإياها أراد حسّان بقوله:

بِزُجَاجَةٍ رَقَصَتْ بِمَا فِي قَعْرِهَا … رَقْصَ الْقَلُوصِ بِرَاكِبٍ مُسْتَعْجِلِ

انتهى "لسان العرب" ١٤/ ٧٤.

(فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ) أي لتزني بي (أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخّمْرَةِ كَأسًا) بهمزة ساكنة، ويجوز تخفيفها: الْقَدَح المملوء منْ الشراب، ولا تُسمّى كأسًا إلا وفيها الشراب، وهي مؤنّثة، والجمع أَكْؤُس، وكُئُوسٌ، مثلُ فلس وأفلُس، وفلوس، وكِئاس، مثلُ سِهام. أفاده فِي "المصباح" (أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي) بقطع الهمزة، ووصلها، منْ سقى ثلاثيًّا، وأسقى رباعيًّا، وكلاهما لغتان فصيحتان، كما تقدّم بيانه غير مرّة (مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، قَالَ: زِيدُونِي، فَلَمْ يَرِمْ) بفتح أوله، وكسر ثانيه، مضارع رام، كباع: أي لم يبرح، ولم يترك كذلك (حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا) أي زنى بها (وَقَتَلَ النَّفْسَ) أي فعل كلّ هَذَا منْ أجل غيبوبة عقله، وفقد وعيه، فلذلك قَالَ عثمان -رضي الله عنه- (فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا) الفاء الأولى فصيحيّة، والثانية تعليليّة: أي فإذا سمعتم هذه الواقعة، وعرفتم سوء عاقبة الخمر، فاجتنبواها؛ لأنها الخ، و"ها" ضمير القصّة، وهي