للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للشكّ منْ الراوي (عُرُوقِهِ) بالضم جمع عِرق بالكسر (مِنْهَا) أي منْ الحمر شَيْءٌ (وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا) أي إن استحلّها، وإلا كَانَ كالكافر فِي عدم قبول صلاته، كما سبق بيانه (وَإِنِ انْتَشَى) أي سكِر منْ شربها (لَمْ تُقْبَلَ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِيَن لَيْلَةٌ) قد سبق أنه قيل: فِي حكمة ذلك أنها تبقى فِي العرق، والأعصاب أربعين يوما، فإن صحّ هَذَا فلا فرق بينه وبين ما قبله، وظاهر السياق يأبى ذلك، والله تعالى أعلم (وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا) والعياذ بالله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

والحديث موقوف صحيح، لكن مثل هَذَا له حكم الرفع، كما سبق قريبًا، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٤/ ٥٦٧٠ - وفي "الكبرى" ٤٥/ ٥١٧٨. وفوائده تقدّمت فِي شرح حديث عثمان -رضي الله عنه-. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: (خَالَفَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ) يعني أن يزيد بن أبي زياد خالف فُضيلَ بنَ عمرو فِي رواية هَذَا الْحَدِيث، حيث جعله منْ مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا، كما بين ذلك بقوله:

٥٦٧٢ - (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ يَزِيدَ ح وَأَنْبَأَنَا (١) وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَجَعَلَهَا فِي بَطْنِهِ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً سَبْعًا، إِنْ مَاتَ فِيهَا -وَقَالَ ابْنُ آدَمَ- فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا، فَإِنْ أَذْهَبَتْ عَقْلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفَرَائِضِ -وَقَالَ ابْنُ آدَمَ- الْقُرْآنِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، إِنْ مَاتَ فِيهَا -وَقَالَ ابْنُ آدَمَ- فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "واصل بن عبد الأعلى": هو الأسديّ الكوفيّ، ثقة [١٠]. و"عَبْدِ الرَّحِيمِ": هو ابن سليمان المروزيّ، نزيل الكوفة، ثقة، منْ صغار [٨]. و"ابن فُضيل": هو محمد بن فضيل بن غزوان الكوفيّ، صدوقٌ رمي بالتشيّع [٩]. و"يزيد بن أبي زياد": هو الهاشميّ مولاهم الكوفيّ، ضعيف، كبر، فتغيّر، وصار يتلقّن، وكان شيعيًا [٥] ٢/ ٤٨٧٤.

وقوله: "وَقَالَ محمد بن آدم الخ" بيان لاختلاف شيخيه فِي صيغ الأداء، وكذا قوله: "وَقَالَ ابن آدم الخ". وقوله: "فإن أذهبت عقله الخ": أي إن ما ذُكر منْ عدم قبول


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".