للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاله عتبة بن فرقد -رضي الله عنه- منْ أن عمر -رضي الله عنه- إنما كَانَ يشرب الخلّ، لا النبيذ المسكر، كما زُعِمَ ما رواه السائب بن يزيد -رضي الله عنه-، وهو الذي ذكره بقوله:

٥٧١١ - (قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مِنْ فُلَانٍ رِيحَ شَرَابٍ، فَزَعَمَ أَنَّهُ شَرَابُ الطِّلَاءِ، وَأَنَا سَائِلٌ عَمَّا شَرِبَ، فَإِنْ كَانَ مُسْكِرًا جَلَدْتُهُ، فَجَلَدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه الْحَدَّ تَامًّا).

رجال هَذَا الإسناد: خمسة.

١ - (الحارث بن مسكين) بن محمد القاضي، أبو عمرو المصريّ، ثقة فقيه [١٠] ٩/ ٩.

٢ - (ابن القاسم) عبد الرحمن الْعُتَقيّ المصريّ، ثقة فقيه، منْ كبار [١٠] ١٩/ ٢٠.

٣ - (مالك) بن أنس إمام دار الهجرة المدنيّ الحجة الثبت [٧] ٧/ ٧.

٤ - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهريّ الإمام الحجة الثبت [٤] ١/ ١.

٥ - (السائب بن يزيد) بن سعيد بن ثُمامة الكنديّ، وقيل: غير ذلك فِي نسبه، صحابيّ صغير، له أحاديث قليلة، وحُجّ به فِي حجة الوداع، وهو ابن سبع سنين، وولّاه عمر -رضي الله عنه- سوق المدينة، ومات -رضي الله عنه- سنة (٩١)، وقيل: قبل ذلك، وهو آخر منْ مات بالمدينة منْ الصحابة -رضي الله عنهم- ١٥/ ١٣٩٢.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرد به هو وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ مالك، والحارث، وابن القاسم مصريان. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ) رضي الله تعالى عنه (أَنَّهُ أَخْبَرَهُ) أي أخبر ابن شهاب (أَنَّ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ) -رضي الله عنه- (خَرَجَ عَلَيْهِمْ) أي عَلَى الصحابة -رضي الله عنهما- (فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مِنْ فُلَانٍ رِيحَ شَرَابٍ) وفلان هو ولده عبيد الله بن عمر بن الخطاب (فَزَعَمَ أنَّهُ شَرَابُ الطَّلَاءِ) بالكسر: هو عصير العنب إذا طبخ (وَأَنَا سَائِلٌ عَمَّا شَرِبَ) هل يُسكر، أم لا؟ (فَإِنْ كَانَ مُسْكِرًا جَلَدْتُهُ) لشربه الخمر (فَجَلَدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْحَدَّ تَامًّا) قَالَ فِي "الفتح": وفي السياق حذف تقديره: فسأل عنه، فوجده يسكر، فجلده. وأخرجه سعيد