للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلخيّ، وابن إدريس كوفيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها): أن صحابيّه سبط النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وريحانته، وسماه -صلى الله عليه وسلم- سيّدًا، وَقَالَ: "إن ابني هَذَا سيّدٌ، ولعلّ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين منْ المسلمين". رواه البخاريّ، وتقدّم للمصنّف فِي "كتاب الجمعة" برقم (١٤١٠). والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ) بفتح، فسكون، ربيعة بن شيبان (السَّعْديِّ) أنه (قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا) استفهاميّة: أي أيّ شيء (حَفِظْتَ) بكسر الفاء، منْ باب علم (مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟، قَالَ) الحسن -رضي الله عنه- (حَفِظْتُ مِنْهُ: "دَعْ) بفتح الدال المهملة، وهي فعل أمر منْ ودع يدع، قَالَ الفيّوميّ: ودعته أدَعُه وَدْعًا: تركته، وأصل المضارع الكسر، ومن ثمّ حذفت الواو، ثم فُتح لمكان حرف الحلق، قَالَ بعض المتقدّمين: وزعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي "يَدَع"، ومصدَرَه، واسم الفاعل، وَقَدْ قرأ مجاهد، وعروة، ومقاتل، وابن أبي عَبْلَة، ويزيد النحويّ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: ٣] بالتخفيف، وفي الْحَدِيث: "ليَنتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات": أي عن تركهم، فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب، ونُقلت منْ طريق القرّاء، فكيف يكون إماتة، وَقَدْ جاء الماضي فِي بعض الأشعار، وما هَذَا سبيله، فيجوز القول بقلة الاستعمال، ولا يجوز القول بالإماتة. انتهى. أي اترك (مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ) قَالَ فِي "النهاية": يروى بفتح الياء، وضمها: أي دع ما تشكّ فيه إلى ما لا تشك فيه. وَقَالَ التوربشتيّ: أي اترك ما اعترض لك منْ الشك فيه منقلبًا عنه إلى ما لا شكّ فيه، يقال: دع ذلك إلى ذلك: أي استبدله به. انتهى.

والمراد أن ما اشتبه عَلَى الإنسان، فتردد بين كونه حلالاً، أو حرامًا، فاللائق بحاله تركه، والذهاب إلى ما يَعلم حاله، ويعرف أنه حلال.

قَالَ الحافظ ابن رَجَب رحمه الله تعالى: معنى هَذَا الْحَدِيث يرجع إلى الوقوف عند الشبهات، واتقائها، فإن الحلال المحض لا يحصل لمؤمن فِي قلبه منه ريب، والريب بمعنى القلق والاضطراب، بل تسكن إليه النفس، ويطمئن به القلب، وأما المشتبهات فيحصل بها للقلوب القلق والاضطراب، الموجب للشك.

[تنبيه]: زاد فِي رواية الترمذيّ فِي آخر الْحَدِيث: "فإن الصدق طُمأنينة، وإن الكذب ريبة"، وفي الْحَدِيث قصّة. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الفضة التي أشار إليها الترمذيّ رحمه الله تعالى، أخرجها الإِمام أحمد فِي "مسنده"، فَقَالَ: