قَالَ الحافظ: وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وجعله هو والعصفري واحدًا، وسيأتي أن البخاريّ سبقه إلى ذلك، وكذا مسلم، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم، والتحقيق فيه أن سفيان بن دينار التمار هَذَا، يقال له: العصفري أيضًا، وأن سفيان بن زياد العصفري آخر، بينه الباجي. رَوَى له البخاريّ، والمصنّف، وله فِي هَذَا الكتاب هَذَا الْحَدِيث فقط.
٥ - (مصعب بن سعد) بن أبي وقّاص الزهريّ، أبي زُرارة المدنيّ، ثقة [٣] ٩١/ ١٠٣٢ مات سنة (١٠٣).
٥ - (سعد) بن أبي وقّاص مالك بن وُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهريّ، أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وأول منْ رمى بسهم فِي سبيل الله، مات -رضي الله عنه- بالعقيق سنة (٥٥) عَلَى المشهور، وهو آخر منْ مات منْ العشرة -رضي الله عنهم-. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرد به هو والترمذيّ. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ) رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: كَانَ لِسَعْد) بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- (كُرُومٌ) بالضم جمع كرم بفتح، فسكون، وزان فلس: هو شجر العنب (وَأَعْنَابٌ كَثِيرَةٌ) و"الأعناب": بالفتح جمع عنب، بكسر، ففتح، والعنبة: الحبة منه، ولا يقال له: أعناب، إلا وهو طريّ، فإذا يبس، فهو الزبيب. قاله فِي "المصباح".
وَقَالَ فِي فِي "اللسان" ١٢/ ٥١٤: الكرم: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة، قَالَ الشاعر [منْ الطويل]:
وقيل: الكرمة: الطاقة الواحدة منْ الكرم، وجمعها كُروم. انتهى. وسيأتي البحث عن النهي عن تسمية العنب كرمًا فِي المسألة الرابعة، إن شاء الله تعالى.
(وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَمِينٌ) أي مؤتمن عَلَى تلك الكروم (فَحَمَلَتْ) أي الكروم (عِنَبًا كَثِيرًا، فَكَتَبَ) ذلك الأمين (إِلَيْهِ) أي إلى سعد -رضي الله عنه- (إِنِّي أَخَافُ عَلَى الْأَعْنَاب الضَّيْعَةَ) أي الفساد والهلاك (فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْصِرَهُ) بكسر الصاد، يقال: عصرتُ العنب، ونحوه عَصْرًا، منْ باب ضرب: استخرجت ماءه، واعتصرته كذلك، واسم ذلك الماء