للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَإِنَّهَا قَدِمَتْ عَلَيَّ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ، تَحْمِلُ شَرَابًا غَلِيظًا أَسْوَدَ كَطِلَاءِ الإِبِلِ، وَإِنِّي سَأَلْتُهُمْ عَلَى كَمْ يَطْبُخُونَهُ، فَأَخْبَرُونِى أَنَّهُمْ يَطْبُخُونَهُ عَلَى الثُّلُثَيْنِ، ذَهَبَ ثُلُثَاهُ الأَخْبَثَانِ، ثُلُثٌ بِبَغْيِهِ، وَثُلُثٌ بِرِيحِهِ، فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ يَشْرَبُونَهُ).

رجال هَذَا الإسناد خمسة:

١ - (سويد) بن نصر. و٢ - (عبد الله) بن المبارك تقدّما قبل باب.

٣ - (سليمان) بن طرخان التيميّ، أبو المعتمر البصريّ، ثقة عابد [٤] ٨٧/ ١٠٧.

٤ - (أبو مِجْلز) -بكسر الميم، وسكون الجيم-: هو لاحق بن حُميد -مصغّرًا- بن سعيد السدوسيّ البصريّ، مشهور بكنيته، ولا مشارك له فيها، وفي اسمه، ثقة، منْ كبار [٣] ١٨٨/ ٢٩٦.

٥ - (عامر بن عبد الله) قَالَ لي "التقريب": مجهول قرأ كتاب عمر، منْ [٢].

وَقَالَ فِي "تهذيب التهذيب": عامر بن عبد الله، قَالَ: قرأت كقال عمر إلى أبي موسى فِي الأشربة، وعنه أبو مِجلز، وقيل: عن أبي مجلز، قَالَ: قرأت كتاب عمر، ولم يذكر عامرًا، أخرجه النسائيّ عَلَى الوجهين، وعامر يحتمل أن يكون ابنَ عبد الله العنبريّ الزاهد المعروف بعامر بن عبد قيس البصريّ، وكان منْ سادات التابعين. رَوَى عن سلمان، وعمر. وعنه الحسن، وابن سيرين، مات بالشام أيام معاوية فيما قاله خليفة، وغيره، وله مناقب مشهورة، ترجم له فِي "الإصابة". انتهى. تفرّد به المصنّف بهذا الاثر فقط. والباقيان تقدّما قبل باب. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) -رضي الله عنه- (إِلَى أَبِي مُوسَى) الأشعريّ -رضي الله عنه- (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهَا) الضمير للقصّة، تفسره الجملة بعده (قَدِمَتْ) بكسر الدال المهملة (عَلَيَّ عِيرٌ) بكسر العين المهملة: هيِ الإبل التي تحمل الْمِيرة، ثم غلب عَلَى كلّ قافلة. قاله فِي "المصباح" (مِنَ الشَّامِ، تَحمِلُ) بكسر الميم، منْ باب ضرب (شَرَابًا غَلِيظًا أَسْوَدَ كَطِلَاءِ الْإبِلِ) بكسر الطاء المهملة: ما تُطلَى به الإبل الأجرب (وَإِنِّي سَأَلْتُهُمْ عَلَى كَمْ يَطْبُخُونَهُ) بضم الموحّدة، منْ باب نصر (فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ يَطْبُخُونَهُ عَلَى الْثُّلُثَيْنِ، ذَهَبَ ثُلُثَاهُ الْأَخْبَثَانِ، ثُلُثٌ ببَغْيِهِ، وَثُلُثٌ بِرِيحِهِ) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: هكذا فِي كثير منْ النسخ بالباء الجارّ الداخلة عَلَى البغي، مصدر بغى بموحّدة، وغين معجمة: إذا جاوز الحدّ، وكذا "بريحه" جارّ ومجرور: أي ثلث خبيث بسبب بغيه، وثلث خبيث بسبب ريحه، يريد أن العصير له ثلاثة أوصاف: [أحدها]: بغيه: أي