للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٧٣٣ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: "وَاللَّهِ مَا تُحِلُّ النَّارُ شَيْئًا، وَلَا تُحَرِّمُهُ"، قَالَ، ثُمَّ فَسَّرَ لِي قَوْلَهُ: "لَا تُحِلُّ شَيْئًا": لِقَوْلِهِمْ فِي الطِّلَاءِ، "وَلَا تُحَرِّمُهُ": الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ).

رجال هَذَا الإسناد: أربعة:

١ - (ابن جريج) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأمويّ مولاهم المكيّ، ثقة فقيه فاضل، يدلّس ويرسل [٦] ٢٨/ ٣٢.

٢ - (عطاء) بن أبي رَبَاح اسلم المكيّ، ثقة ثبت فقيه فاضل [٣] ١١٢/ ١٥٤. والباقيان تقدّما قريبًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ) عبد الملك بن عبد العزيز (بْنِ جُرَيْجٍ قِرَاءَةً) منصوب عَلَى التمييز، يعني أن ابن المبارك أخذ هَذَا الْحَدِيث عن ابن جريج بالقراءة، لا بالسماع منْ لفظه، والأخذ بالقراءة منْ طرق التحمل الصحيحة، وهي تلي السماع عند الجمهور، وتساويها عند مالك، وبعض المحدثين، كما هو مشهور فِي مصطلح الْحَدِيث (أَخْبَرَنِي عَطَاء) بن أبي رباح (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما (يَقُولُ: "وَاللهِ مَا تُحِلُّ النُّارُ شَيْئًا) أي منْ المسكرات، وغيره (وَلَا تُحرِّمُهُ"، قَالَ) عطاء (ثُمَّ فَسَّرَ لِي قَوْلَهُ: "لَا تُحِلُّ شَيْئًا": لِقَوْلِهِمْ فِي الطِّلَاءِ) أي هو ردّ لقولهم فِي الطلاء: إنه يحلّ إذا ذهب ثلثاه، وهذا إشارة إلى أن الطبخ لا يُحلّ المطبوخ، ولو ذهب ثلثاه إلا إن كَانَ طريًّا، أي قبل أن يتخمّر، قَالَ فِي "الفتح" ١١/ ١٩١ بعد أن حكى قول ابن عبّاس هَذَا: ما نصّه: وهذا يقيّد ما أُطلق فِي الآثار الماضية، وهو أن الذي يُطبخ إنما هو العصير الطريّ قبل أن يتخمّر، أما لو صار خمرًا، فطُبخ، فإن الطبخ لا يُطهّره، ولا يُحلّه إلا عَلَى رأي منْ يُجيز تخليل الخمر، والجمهور عَلَى خلافه، وحجتهم الْحَدِيث الصحيح عن أنس، وأبي طلحة رضي الله تعالى عنهما، أخرجه مسلم. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أشار بحديث أنس -رضي الله عنه-، إلى ما أخرجه مسلم فِي "صحيحه" منْ طريق السُّدِّيّ، عن يحيى بن عباد، عن أنس: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، سئل عن الخمر، تتخذ خلا؟ فَقَالَ: "لا".

وبحديث أبي طلحة -رضي الله عنه- إلى ما أخرجه أحمد، وأبو داود، منْ طريق السُّدّيّ أيضًا عن أبي هبيرة، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة، سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن أيتام وَرِثوا خمرا،


(١) وفي نسخة: "أخبرتنا".