للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "أم الفضل": لعلها لبابة بنت الحارث، زوجة العبّاس بن عبد المطّلب، أم أولاده -رضي الله عنهم-، توفيت فِي خلافة عثمان -رضي الله عنه-. وقوله: "فحدّثها عن النضر الخ": قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: يريد أنه يعتقد حلّه إذا لم يكن مسكرًا، ولذلك يفعله ابنه فِي بيته. والله تعالى أعلم. انتهى.

يعني أن أنسًا -رضي الله عنه- أراد إيضاح كونه حلالًا بأنه يُصنَع له، ويُشرَب فِي بيته، وهذا غاية فِي الحلّ، وأنه لا كراهة فيه. والله تعالى أعلم.

والحديث موقوف ضعيف الإسناد؛ لجهالة أبي عثمان المذكور، وهو منْ أفراد

المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٥٥/ ٥٧٤٥ - وفي "الكبرى" ٥٢٥٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٧٤٧ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ نَطْلَ النَّبِيذِ فِي النَّبِيذِ؛ لِيَشْتَدَّ بِالنَّطْلِ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "معمر": هو ابن راشد. و"قتادة": هو ابن دعامة. وقوله: "أن يجعل نَطْل النبيذ الخ": يحتمل أن يكون ببناء الفعل للفاعل، أو للمفعول. و"النطل" -بفتح النون، وسكون الطاء المهملة-: قَالَ فِي "اللسان" ١١/ ٦٦٦: هو ما يُرفع منْ نقيع الزبيب بعد السُّلاف، وإذا أنقعت الزبيب، فأول ما يُرفع منْ عُصارته هو السُّلاف، فإذا صُبّ عليه الماء ثانية، فهو النَّطْل. انتهى.

وَقَالَ فِي "النهاية" ٥/ ٧٦: معناه: أن يؤخذ سُلاف النبيذ، وما صفا منه، فإذا لم يبق إلا الْعَكَرُ، والدُّرْديّ صُبّ عليه ماء، وخُلط النبيذ الطريّ ليشتدّ، يقال: ما فِي الدّنّ نَطْلَةُ ناطل: أي جُرْعة، وبه سُمّي القَدَح الصغير الذي يَعْرِض فيه الْخَمّار أنموجه ناطلًا. انتهى.

وهذا الأثر مقطوع صحيح الإسناد، تفرد به المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٥٥/ ٥٧٤٦ - وفي "الكبرى" ٥٦/ ٥٢٥٤. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٧٤٨ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (٢) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ فِي النَّبِيذِ: خَمْرُهُ دُرْدِيُّهُ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "سفيان": هو الثوريّ. وقوله: "خمره دُرْديّه" مبتدأ وخبر،، و"الدُّرْديّ" -بضم، فسكون: هو ما يبقى أسفل الزيت، ونحوه، فهو بمعنى


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".
(٢) وفي نسخة: "أخبرنا".