أراد المصنّف رحمه الله تعالى بإيراده كلام أبي أسامة فِي ابن المبارك هَذَا الثناء عَلَى ابن المبارك رحمه الله تعالى، وَقَدْ أثنى عليه جُلُّ أهل عصره منْ الأئمة الأخيار، ومن أتى بعدهم، قَالَ ابن مهدي: لما سئل عن ابن المبارك وسفيان: لو جهد سفيان جهده عَلَى أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر. وَقَالَ شعيب بن حرب: إني لأشتهي منْ عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل ابن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام. وَقَالَ شعيب: ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وابن المبارك أفضل منه. وَقَالَ أحمد: لم يكن فِي زمانه أطلب للعلم منه، جمع أمرا عظيما، ما كَانَ أحد أقل سقطا منه، كَانَ رجلا صاحب حديث حافظًا، وكان يحدث منْ كتاب. وَقَالَ شعبة: ما قدم علينا مثله. وَقَالَ ابن عيينة: نظرت فِي أمر الصحابة، فما رأيت لهم فضلا عَلَى ابن المبارك، إلا بصحبتهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وغزوهم معه. وَقَالَ أبو حاتم عن إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزي: نُعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة، فَقَالَ: لقد كَانَ فقيها عالما عابدا زاهدا شيخا شجاعا شاعرا. وَقَالَ فضيل بن عياض: أما إنه لم يخلف بعده مثله. وَقَالَ أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وَقَالَ سلام بن أبي مطيع: ما خلّف بالمشرق مثله. وَقَالَ القواريري: لم يكن ابن مهدي يقدم عليه، وعلى مالك فِي الْحَدِيث أحدا. وَقَالَ ابن المثنى: سمعت ابن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث منْ الثوري، ولا أشد تقشفا منْ شعبة، ولا أعقل منْ مالك، ولا أنصح للأمة منْ ابن المبارك. وَقَالَ الحسن بن عيسى: اجتمع جماعة منْ أصحاب ابن المبارك، مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن حسين، وغيرهما، فقالوا: تعالوا حَتَّى نَعُدّ خصال ابن المبارك منْ أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والفصاحة، والزهد، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والفروسية، والشجاعة، والشدة فِي بدنه، وتك الكلام فيما لا يعنيه، وقلة الخلاف عَلَى أصحابه. وَقَالَ العبّاس بن مصعب الْحَدِيث، والفقه، والعربية، والشجاعة، والتجارة، والسخاء، والمحبة عند الفِرَق. وَقَالَ ابن الجنيد عن ابن معين: كَانَ كَيِّسا، متثبتا، ثقة، وكان عالمًا، صحيح الْحَدِيث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا، أو إحدى وعشرين ألفا. وَقَالَ إسماعيل بن عياش: ما عَلَى وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة منْ خصال الخير إلا وَقَدْ جعلها فيه. وَقَالَ عليّ بن الحسين بن شقيق: بلغنا أنه قَالَ للفضيل بن عياض: لولا أنت وأصحابك ما اتجرت، قَالَ: وكان ينفق عَلَى الفقراء فِي كل سنة مائة ألف درهم. وَقَالَ الحاكم: هو