للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكون بكسر العين، جمع عُود، وَقَدْ تقدّم فِي أول الكتاب الكلام فِي تصحيح الضبطين، فراجعه تستفد (فَقَالَتْ: سَقَيْتُ) بفتح القاف، منْ باب ضرب (فِيهِ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كُلَّ الشَّرَابِ) أي كل نوع منْ أنواع المشروبات المباحات، والمراد بها الغالب وهي التي بينتها بقولها (الْمَاءَ) يحتمل أن يكون بالنصب بدلا منْ "كل"، أو بالجر بدلا منْ "الشرابات"، أو بالرفع عَلَى القطع، خبر مبتدإ محذوف: أي هو الماء (وَالْعَسَلَ، وَاللَّبَنَ، وَالنَّبِيذَ) فيه أن هذه الأشربة منْ الأشربة المباحات، وهو محل الترجمة للمصنف رحمه الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث أم سليم رضي الله تعالى عنها هَذَا صحيح، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٥٧/ ٥٧٥٥ - وفي "الكبرى" ٥٨/ ٥٢٦٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٧٥٧ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيذِ؟ فَقَالَ: اشْرَبِ الْمَاءَ، وَاشْرَبِ الْعَسَلَ، وَاشْرَبِ السَّوِيقَ، وَاشْرَبِ اللَّبَنَ، الَّذِي نُجِعَتْ بِهِ، فَعَاوَدْتُهُ، فَقَالَ: الْخَمْرَ تُرِيدُ؟ الْخَمْرَ تُرِيدُ؟).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "سفيان": هو الثوريّ. و"سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ": هو أبو يحيى الكوفيّ، ثقة [٤]. و"ذرّ بن عبد الله": هو المرهبيّ الكوفيّ، ثقة عابد، رمي بالإرجاء [٦]. و"سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى": هو الخزاعيّ مولاهم المكيّ، ثقة [٣]. و"أبوه": هو عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم صحابيّ صغير، وكان عَلَى خراسان لعليّ رضي الله تعالى عنهما. و"أُبَيّ بْنَ كَعْبٍ": هو الصحابيّ المشهور، سيد القراء، أبو المنذر، وأبو الطفيل -رضي الله عنه-.

والسند فيه رواية صحابيّ عن صحابيّ، والابن عن أبيه، ورواية تابعيّ، عن تابعيّ التابعين، سلمة، عن ذرّ، وهو منْ رواية الأكابر عن الأصاغر. والله تعالى أعلم.

وقوله: "واشرب السويق" -بفتح السين المهملة، وكسر الواو-: ما يُتّخذ منْ الحنطة والشعير. قاله فِي "اللسان".

وقوله: "الذي نُجعت به" بالبناء للمفعول، وتاء الخطاب: أي الذي سُقِيْتُه فِي


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".