السكر، لا الشرب، وَقَدْ تقدّم لك أن هَذَا منابذ للنصوص الصحيحة الكثيرة التي تحرّم شرب ما أسكر كثيره، مطلقًا، سواء سكر به، أو لم يسكر. والله تعالى أعلم.
وهذا الأثر مقطوع صحيح، تفرد به المصنّف هنا -٥٧/ ٥٧٥٩ - وفي ""الكبرى" ٥٨/ ٥٢٦٧. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "كَانَ ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن": أي يقتصر عليهما منْ بين الأشربة، فيترك كثيرًا مما يَعلم حلّه؛ احترازًا منْ الوقوع فِي الحرام، وهذا منْ كمال ورعه رحمه الله تعالى، وَقَدْ تقدّم فِي ٥٠/ ٥٧١٢ و٥٧١٣ - باب "الحثّ عَلَى ترك الشبهات"، وسقنا هناك ما نُقل عن السلف رحمهم الله تعالى منْ أنواع الورع، مستوفًى، فراجعه تستفد.
قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى فِي "شرحه" ٨/ ٣٣٦: ولقد أحسن المصنّف رحمه الله تعالى، وأجاد، حيث ختم كتابه بهذا الأثر المفيد للحثّ عَلَى كمال الورع، والتقوى، فنبّه بختم الكتاب به عَلَى أن نتيجة العلم هي التقوى، فقد قَالَ الله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]. اللَّهم ارزقناها بفضلك يا كريم. الحمد لله بنعمته تتمّ الصالحات، وعلى نبيّه، وحبيبه محمد -صلى الله عليه وسلم- أكمل الصلوات، وأشرف التسليمات، {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. انتهى.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: كما أن المصنّف رحمه الله تعالى ختم كتابه بهذا الأثر المفيد، أحببت أن أختم شرحي بذكر حديث كثير الفوائد، عظيم العوائد، مناسب لختم الكتاب، وَقَدْ سبقني إلى ذلك الإِمام النوويّ رحمه الله تعالى، حيث ختم به كتابه الممتع "الأذكار"، وسوف أسوقه بسندي، إن شاء الله تعالى، كما ساقه هو، فأقول:
(الخاتمة): - أسال الله سبحانه وتعالى حسنها-:
أخبرني والدي العلامة النحرير، والدرّاكة الكبير عليّ بن آدم،، والعلامة النحويّ عبد الباسط بن محمد بن حسن، والعلامة المقرىء حياة بن عليّ رحمهم الله تعالى إجازةً، كلهم عن العلامة المقرىء المحدث كبير أحمد بن عبد الرحمن الْعَدّيّ الحسنيّ الدّوّويّ، عن العلامة عبد الجليل بن يحيى الدّلّتّيّ، عن والده يحيى بن بشير الدلّتّيّ،