بإزالتها، حيث إنهم يعتقدون حلها, ولا يرون كونها منكرة، حَتَّى يحاولوا إزالتها. والله تعالى أعلم.
(يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ) مضارع ربا، ويقال: يَربَى، بفتح الموحّدة، قَالَ الفيّوميّ: ورَبَى الصغير يَرْبَى منْ باب تَعِب، وربا يربو، منْ باب علا: إذا نشأ، ويتعدّى بالتضعيف، فيقال: رّبيته، فتربّى. انتهى. (فيها) الضمير للفتنة، ولا داعي للتأويل الذي ذكره السنديّ، فتنبّه. (ويَهرَم فِيهَا الْكَبِيرُ) بفتح أوله، وثالثه: مضارع هَرِمَ، منْ باب تَعِبَ، فهو هَرِمٌ: إذا كَبِرَ، وضعُف، وشيوخٌ هَرْمَى، مثل زَمِن وزَمْنَى، وامرأة هَرِمَة، وهَرْمَى، وهَرِمات أيضًا. أفاده الفيّوميّ.
(قَالَ) الضمير لابن شُبرمة (وَكَانَ) اسمها قوله: "طلحة الخ، وجملة "إذا" معترضة (إِذَا كَانَ فِيهِمْ عُرْسٌ) بضم العين المهملة، وسكون الراء: أصله معناه الزفاف، ويذكّر، ويؤنّث، فيقال: هو العُرس، والجمع أعراس، مثل قفل وأقفال، وهي العرس، والجمع عُرْسات، ومنهم منْ يقتصر عَلَى إيراد التأنيث، والعرس أيضًا: طعام الزفاف، وهو مذكّرٌ؛ لأنه اسم للطعام. قاله الفيّوميّ. والمعنى الثاني هو المراد هنا. وقوله:(كَانَ) زائدة لتأكيد "كَانَ الأولى"؛ للفصل، كما فِي قوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا} الآية [البقرة: ٨٩] , كررت "لما جاءهم" تأكيدًا (طَلْحَةُ) بن مصرّف المتقدم (وَزُبَيْدٌ) بالدال المهملة، وهو ابن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب الكوفيّ الثقة الثبت العابد [٦] مات سنة (١٢٢) أو بعدها، تقدّم فِي ٣٧/ ١٤٢٠.
[تنبيه]: هَذَا الذي ذكرته منْ ضبط "زُبيد" بالدال المهملة هو الصواب، وَقَدْ وقع فِي نسخ "المجتبى"، و"الكبرى" بلفظ: "والزبير" بالراء بدل "زبيد" بالدال، وهو تصحيف فاحش، والصواب ما ضبطناه، انظر "تحفة الأشراف" ١٣/ ٢٤١. والله تعالى أعلم.
(يَسْقِيَانِ اللَّبَنَ وَالْعَسَلَ) بفتح حرف المضارعة، وضمّها، منْ سقى منْ باب رمى ثلاثيًّا، وأسقى، كأعطى رابعيًّا، لغتان ورد بهما القرآن الكريم، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}[الإنسان: ٢١]، وَقَالَ عز وجل:{لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجنّ: ١٦](فَقِيلَ لِطَلْحَةَ) بن مصرّف (أَلَا) أداة تحضيض (تَسْقِيهِمُ النَّبِيذَ؟) الذي هو أحبّ إلى النَّاس منْ الماء، وكما جرت به العادة فِي مثل هذه الوليمة (قَالَ) طلحة (إِنِّي أَكْرَهُ) بفتح الراء، منْ باب تعب (أَنْ يَسْكَرَ) بفتح أوله، وثالثه، منْ باب تعب أيضًا (مُسْلِمٌ فِي سَبَبِي) أي بسبب سقيي لهم النبيذ. وهذا فيه أن طلحة لا يرى جواز شرب النبيذ؛ لكونه يسكر كثيره، خلاف ما عليه أهل الكوفة، فإنه يجوز شربه عندهم ما لم يَسكر، فالمحرم هو