للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد

منها أنه من خماسياته، وأن رواته كلهم ثقات أجلاء، وكلهم بصريون إلا إسحاق، فمروزي، ثم نيسابوري، وفيه أنس بن مالك أحد المكثرين السبعة روى-٢٢٨٦ حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن أنس) رضي الله عنه أنه (قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماء الرجل) أي منيه (غليظ أبيض، وماء المرأة) أي منيها (رقيق أصفر) قال القرطبي رحمه الله: ما ذكره في صفة الماءين هو في غالب الأمر، واعتدال الحال، وإلا فقد تختلف أحوالهما للعوارض. اهـ. زهر، ج ١ ص ١١٦.

(فأيهما سبق) "أيُّ" هنا موصولة صلتها جملة "سبق"، أي الذي تقدم في الإنزال، أو غلب وكثر في المقدار، والضمير للماءين، وعلى الأول لو جعل للرجل والمرأة لكان له وجه قاله السندي. وقال

السيوطي: المراد سبق الإنزال، ففي رواية ابن عبد البر: أي النطفتين سبقت إلى الرحم غلبت على الشبه، وجوز القرطبي أن يكون سبق بمعنى غلب من قولهم: سابقني فسبقته، أي غلبته، ومنه قوله تعالى: "وما نحن بمسبوقين"، أي مغلوبين، ويكون معناه كثر. اهـ زهر ج ١ ص ١١٦.

(كان الشبه) بفتحتين، أو بكسر فسكون، أي حصل شبه الولد بالأب، أو الأم في المزاج، والذكورة، والأنوثة، فـ "كان" تامة، ويحتمل أن تكون ناقصة، والخبر محذوف، أي له، وقال السندي: أو

الاسمُ الضميرُ، والشبه خبر بتقدير سبب الشبه، أو صاحب الشبه.

قال الجامع: هذا الوجه مع كونه تكلفا يحتاج إلى صحة الرواية بالنصب. والله أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.