قال:"لما خلق الله الجنة قالت الملائكة: يا ربنا اجعل لنا هذه نأكل منها ونشرب فإنك خلقت الدنيا لبني آدم، فقال الله تعالى: لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان"، اهـ كلام ابن كثير في البداية ج ١ ص ٤٩.
قال الجامع عفا الله عنه: ما قاله الحافظ ابن كثير حسن جدّا، إلا أن الأولى والأحسن عندي أن لا نخوض في هذه المسألة وأمثالها التي ما كلفنا الله بمعرفتها، فما أنزل بها آية، ولا فصلها النبي - صلى الله عليه وسلم - تفصيلا، فالخوض والمناقشة في مثل هذا من فضول الكلام الذي لا يعني الإنسان،
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" فلا ينبغي للإنسان أن يشتغل بمثل هذه المسائل، فيضيع وقته الذي هو رأس ماله، فيخسر. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ثم إن المراد بالملائكة في حديث الباب غير الحفظة والكتبة، وهم الذين يطوفون بالرحمة، والتبريك، والاستغفار. وأما الحفظة، والكتبة، فيدخلون كل بيت، وكذا الموكلون بقبض الأرواح، وقيل: المراد عموم الملائكة لظاهر الحديث، لكن الأول أولى للأدلة الأخرى.
(بيتا) أي مسكنا يستقر فيه الشخص سواء كان بناء، أم خيمة، أم غيرهما (فيه صورة) جملة من مبتدإ وخبر، صفة لبيت، قال في المصباح: الصورة: التِّمْثَال، وجمعها صُوَر، مثل غرفة وغرف، اهـ فيكون معنى الصورة أعم من أن يكون شاخصًا أو نقشًا أو دهانًا أو نسجًا في ثوب، والمراد ما كان على صورة الحيوان، ثم ظاهر الحديث يدل على أن الصورة مطلقا تمنع دخول الملائكة أعم من أن يكون لها ظل أم لا ممتهنة أم لا؟ وقيل: إن الممتهنة التي لا ظل لها لا تمنع دخول الملائكة.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من