للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويومها في الحديث، وهو مشهور في الإسلام أيام يزيد بن معاوية، لما انتهبَ المدينةَ عسكرُه من أهل الشام الذين نَدَبَهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمَّرَ عليهم مُسلم بن عُقبة المُرِّيّ في ذي الحجة سنة [٦٣] وعَقِبَهَا هَلَكَ يزيد. انتهى (١).

ثم إن المدينة بين حرتين:

إحداهما: حرة وَاقم، وهي الشرقية، سُميت باسم رجل من العَمَاليق نَزَلها في الدهر الأول، وقيل: باسم أُطُم من آطام المدينة، وهذه الحرة هي موضع الوقعة المتقدمة.

والثانية: حرة الوَبَرَة -بفتحات وقيل: يسكن باؤها- وهي تقع غربي المدينة، وهي كما قال ياقوت في معجم البلدان: على ثلاثة أميال من المدينة (٢).

والأكثرون على أن هاتين الحرتين هما الَّلَابَتان المذكورتان في تحديد حرم المدينة، ثم إنه لم يبين أيَّ الحرتين أراد هنا في قوله: وكانوا بناحية الحرة، ومال بعضهم إلى أن الأولى هي المرادة هنا, ولكن ما ذكر دليلا على ذلك والله أعلم.

(كفروا بعد إسلامهم) جواب "لماّ" أي ارتدوا عن الإسلام الذي أظهروه (وقتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -) اسمه يَسار، بياء تحتانية، ثم مهملة خفيفة، كذا ذكر ابن إسحاق في المغازي، ورواه الطبراني موصولا من حديث سلمة بن الأكوع بإسناد صالح، قال: "كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلام، يقال له يسار" زاد ابن إسحاق "أصابه في غزوة بني ثَعلَبة" قال سلمة: "فرآه يُحسِنُ الصلاةَ، فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة، فكان بها" فذكر قصة العُرَنيين وأنهم قتلوه.


(١) لسان.
(٢) معجم البلدان جـ ٢ ص ٢٤٩ - ٢٥٠.