للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فلما صحوا) الفاء عاطفة على محذوف، أي فخرجوا، فشربوا حتى صحوا، فلما صحوا الخ، وفي رواية أبي رجاء عند البخاري: "فانطلقوا فشربوا من ألبانها، وأبوالها، فلما صَحُّوا" وفي رواية وهيب "وسَمِنُوا"، وفي رواية الإسماعيلي من رواية ثابت "ورجعت إليهم ألوانهم".

قال الفيومي: الصحة في البدن: حالة طبيعية تجَري أفعالُه معها على المَجْرَى الطبيعي، وقد استُعيرت الصحة للمعاني، فقيل: صحت الصلاةُ: إذا أسقَطَت القضاءَ، وصحَّ العقدُ: إذا ترتب عليه أثره، وصح القول: إذا طابق الواقعَ، وصح الشيءُ يصح من باب ضرب، فهو صحيح، والجمع صِحاح، مثل كَريم وكرام، والصَّحاح بالفتح في اللغة الصحيح. اهـ (١).

(وكانوا بناحية الحَرَّة) أي كان هؤلاء الناس بجهة الحرة، والجملة إما اعتراضية، وإما استئنافية، سيقت لبيان مكانهم الذي أوقعوا فيه هذا الحَدَثَ، ويحتمل كونها حالية، والناحية: الجانب، فاعلة بمعنى مفعولة؛ لأنك نَحَوْتها، أي قصدتها، قاله الفيومي.

والحرة -بفتح الحاء- أرض ذات حجارة سود، والجمع حِرَار، مثل كَلْبَة وكلَاب.

وقال ابن منظور: والحَرَّة أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة، كانت بها وقعة.

وفي حديث جابر: "فكانت زيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معي، لا تفارقني حتى ذهبت مني يوم الحرة" .. قال ابن الأثير: قد تكرر ذكر الحرة


(١) المصباح.