للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمَرَ بمسَامير، فَأُحْميَتْ، فَكَحَلَهم بها"، فهذا يوضح ما تقدم، ولا يخالف ذلك رواية "السمل" لأنه فقء العين بأي شيء كان كما مضى. انتهى (١)

وقال ابن منظور: وسمر عينه كَسَمَلَها، وفي حديث الرهط العُرَنييّن الذين قَدمَوا المدينةَ، فأسلموا ثم ارتدوا، فسَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعينهم" ويروى "سَمَلَ" فمن رواه باللام فمعناه: فقأها بشوك، أو غيره،

وقوله: "سمر أعينهم" أي أحمى لها مسامير الحديد ثم كحلها بها" (٢)

(وقطعوا أيديهم وأرجلهم) قال الداودي: يعني قَطَعَ يدي كل واحد ورجليه. قال الحافظ: تَرُدُّه رواية الترمذي: "من خلاف" وللبخاري من رواية الأوزاعي أيضا: "ولم يَحْسمْهُم" أي: لم يَكْو ما قطع منهم بالنار، لينقطع الدم، بل تركه يَنْزف (ثم تُركُوا في الحرة) بالبناء للمفعول، أي تركهم الناس، وإنما تُركُوا في الحرة, لأنها قرب المكان الذي فعلوا فيه ما فعلوا (على حالهم) أي مقطعة أيديهم وأرجلهم (حتى ماتوا) على تلك الحال، وعند البخاري: "فألقوا في الحرة يَسْتَسْقُون فلا يُسقَون" وفي رواية: "ثم نَبَذَهم في الشمس حتى ماتوا" وفي رواية: "يَعَضُّون الحجارة"، وفي رواية, قال أنس: "فرأيت الرجل منهم يَكْدمُ الأرض بلسانه حتى يموت ولأبي عوانة: "يعضُّ الأرض ليجد بردها مما يجد من الحر والشدة".

وزعم الواقدي أنهم صُلبُوا، قال الحافظ: والروايات الصحيحة ترده لكن عند أبي عوانة من رواية أبي عقيل عن أنس: "فَصَلَب اثنين، وقَطَع اثنين، وسمل اثنين" كذا ذكر ستة فقط فإن كان محفوظا، فعقوبتهم كانت مُوَزَّعَةً.


(١) فتح جـ ١ ص ٤٠٦.
(٢) لسان جـ ٣ ص ٢٠٩١.