للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذي الحليفة من طريق مكة، وقال أيضا: ذات الجيش من المدينة على بَريد، قال: وبينها وبين العقيق سبعة أميال، والعقيق من طريق مكة، لا من طريق خيبر، فاستقام ما قال ابن التين، ويؤيده ما رواه الحميدي في مسنده عن سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، في هذا الحديث، فقال فيه: "إن القلادة سقطت ليلة الأبواء" اهـ. والأبواء: بين مكة والمدينة، وفي رواية علي بن مُسهر في هذا الحديث عن هشام، قال: وكان ذلك المكان يقال له: الصَّلصَل. رواه جعفر الفريابي في كتاب الطهارة له، وابن عبد البر من طريقه، والصَّلصَل -بمهملتين ولامين الأولى ساكنة بين الصادين- قال البكري: هو جبل عند ذي الحليفة، كذا ذكره في حرف الصاد المهملة، ووهم مغلطاي في فهم كلامه، فزعم أنه ضبطه بالضاد المعجمة، وقلده في ذلك بعض الشراح، وتصرف فيه فزاده وهما على وهم.

وعُرف من تضافر هذه الروايات تصويب ما قاله ابن التين، واعتمد بعضهم في تعدد السفر على رواية الطبراني المتقدمة فإنها صريحة في ذلك والله أعلم (١).

(حتى إذا كنا بالبيداء) بفتح الموحدة، والمد، هي الشَّرَفُ الذي قُدَّام ذي الحليفة في طريق مكة (أو بذات الجيش) قيل: هي من المدينة على بريد بينها وبين العقيق سبعة أميال، والشك من بعض الرواة عن عائشة

أو منها، وقد جاء في حديث عمار أنها ذات الجيش بالجزم قاله في الفتح

(انقطع عقد) بكسر العين المهملة وسكون القاف: هو القلادة، وهو كل ما يُعقد ويُعلّق في العنق، ويسمى قلادة، وللبخاري في التفسير من رواية عمرو بن الحارث: "سقطت قلادة لي بالبيداء، ونحن داخلون


(١) أفاده في الفتح جـ ١ ص ٥١٥ - ٥١٦.