المدينة، فأناخ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونزل" قال الحافظ: وهذا مشعر بأن ذلك كان عند قربهم من المدينة. (لي) أي معي، فاللام للاختصاص، وإلا فهو كان لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم استعارته منها. أفاده السندي.
(فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي التماسه) أي لأجل طلبه (وأقام الناس معه وليسوا على ماء) أي ليسوا نازلين على محلّ فيه ماءٌ (وليس معهم ماء) أي وليسوا هم حاملين الماء من محل آخر، والجملة في محل نصب على الحال من الناس.
واستدل بذلك على جواز الإقامة في المكان الذي لا ماء فيه، وكذا سلوك الطريق التي لا ماء فيها.
قال الحافظ: وفيه نظر, لأن المدينة كانت قريبة منهم، وهم على قصد دخولها، ويحتمل أن يكون قوله: "وليس معهم ماء" أي للوضوء، وأما ما يحتاجون إليه للشرب فيحتمل أن يكون معهم، والأول محتمل، لجواز إرسال المطر، أو نبع الماء من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم -، كما وقع في مواطن أخرى.
وفيه اعتناء الإمام بحفظ حقوق المسلمين، وإن قلَّت، فقد نقل ابن بطال: أنه روي أن العقد المذكور كان اثني عشر درهما، ويلتحق بتحصيل الضائع الإقامةُ للحوق المنقطع، ودفن الميت، ونحو ذلك من مصالح الرعية، وفيه إشارة إلى ترك إضاعة المال (١).
(فأتى الناس إلى أبي بكر، فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟) فيه شكوى المرأة إلى أبيها، وإن كان لها زوج، وكأنهم إنما شكوا إلى أبي بكر لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - كان نائما، وكانوا لا يوقظونه. وفيه نسبة الفعل إلى من كان سببا فيه، لقولهم: "صنعت، وأقامت". وفيه جواز دخول