للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرجل على ابنته، وإن كان زوجها عندها إذا علم رضاه بذلك، ولم يكن حال المباشرة (أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بيان لما صنعته، والباء للتعدية، ونسبة الفعل إليها للسببية (والناس) بالجر عطفا على رسول الله، قالت عائشة رضي الله عنها (فجاء أبو بكر رضي الله عنه) وإنما لم تقل أبي تنبيهًا على أنه ما راعى حق الأبوة في الغضب في الله (ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي) جملة في محل نصب على الحال من فاعل "جاء" (قد نام) جملة في محل نصب من المبتدإ فتكون من الأحوال المتداخلة، أي حال كونه نائما (فقال) أبو بكر (حبست) من باب ضرب (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس) بالنصب عطفا على المفعول، أو على المفعولية معه (وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر) أي لامني على الحبس المذكور، قال الحافظ: والنكتة في قولها: "فعاتبني أبو بكر" ولم تقل: أبي؛ لأن قضية الأبوة والحُنُوّ، وما وقع من العتَاب بالقول، والتأنيب بالفعل مغاير لذلك في الظاهر، فلذلك أنزلته منزلة الأجنبي، فلم تقل: أبي (١).

(وقال ما شاء الله أن لقول) أي من اللوم والعتاب، كما جرت به عادة الأب مع ابنته، ومن جملة ما قاله ما في رواية عمرو بن الحارث من قوله: "حَبَست الناسَ في قلادة"، وما عند الطبراني من قوله: "في

كل مرة تكونين عَنَاءً". (وجعل يَطعُنُن بيده) بضم العين وكذا في جميع ما هو حسي، وأما المعنوي: فيقال: يَطعَنُ -بفتح العين- هذا هو المشهور فيهما، وحَكَى فيهما الفتح معًا في المطالع وغيرها، والضم فيهما حكاه صاحب الجامع.

وفيه تأديب الرجل ابنته، ولو كانت مُزَوَّجة كبيرة خارجة عن بيته، ويلحق بذلك تأديب من له تأديبه، ولو لم يأذن له الإمام.


(١) فتح جـ ١ ص ٥١٦.