(في خاصرتي) الخاصرة من الإنسان: ما بين رأس الوَرك، وأسفل الأضلاع، وهما خاصرتان (١). (فما يمنعني من التحرك إلا مكانُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي فخذي) أي لم يمنعني من التحرك لألَم الطعن إلا كون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائما على فخذي.
فمكان مصدر ميمي لكان، فاعل "يمنع".
وفيه استحباب الصبر لمن ناله ما يوجب الحركة، أو يحصل به تشويش لنائم، وكذا لمصل، أو قارئ، أو مشتغل بعلم، أو ذكر. قاله في الفتح.
(فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء) وعند البخاري في التيمم: "فقام حين أصبح" قال الحافظ: والمعنى متقارب, لأن كلا منهما يدل على أن قيامه من نومه كان عند الصبح، وقال بعضهم: ليس المراد بقوله: "حتى أصبح" بيان غاية النوم إلى الصباح، بل بيان غاية فقد الماء إلى الصباح, لأنه قيد قوله:"حتى أصبح" بقوله: "على غير ماء" أي آل أمره إلى أن أصبح على غير ماء، وأما رواية عمرو بن الحارث فلفظها:"ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ وحضر الصبح"، فإن أعربت الواو حالية كان دليلا على أن الاستيقاظ وقع حال وجود الصباح وهو الظاهر.
واستُدلَّ به على الرخصة في ترك التهجد في السفر، إن ثبت أن التهجد كان واجبا عليه، وأن طلب الماء لا يجب إلا بعد دخول الوقت، لقوله في رواية عمرو بن الحارث بعد قوله:"وحضرت الصبح، فالتُمسَ الماء فلم يوجد". وعلى أن الوضوء كان واجبا عليهم قبل نزول آية الوضوء، ولهذا استعظموا نزولهم على غير ماء، ووقع من أبي بكر في حق عائشة ما وقع.