صحابي عن صحابي، وفيه ابن عباس أحد العبادلة الأربعة، وأحد المكثرين السبعة، روى ١٦٩٦ حديثا، وفيه عبيد الله أحد الفقهاء السبعة وقد تقدم غير مرة.
شرح الحديث
(عن ابن عباس، عن عمار) رضي الله عنهم أنه قال (عَرَّس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) من التعريس، وهو النزول آخر الليل للنوم والاستراحة، وقيل: التعريس النزول للاستراحة مطلقا ليلا أو نهارا.
قال ابن منظور: والمُعَرِّسُ: الذي يَسير نَهَارَهُ، ويُعَرِّسُ، أي ينزلُ أوَّلَ الليل، وقيل: التعريس النزول في آخر الليل، وعَرَّسَ المسافرُ: نزل في وجه السحر، وقيل: التعريس النزول في المَعْهَد أي حين كان، من ليل أو نهار، وقيل: التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعةً للاستراحة، ثم يُنيخُون وينامون نومةً خفيفةً، ثم يثورون مع انفجار الصبح سائرين، وأعْرَسُوا فيه لغة قليلة، والموضع مُعَرَّسٌ، ومُعْرَسٌ، والمُعَرَّس: موضع التعريس، وبه سمي مُعَرَّس ذي الحليفة، عَرَّسَ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى فيه الصبح، ثم رحل (١).
(بأُولات الجيش)"أولات" بضم الهمزة: اسم جمع، وليس
جمعا, لأنه لا مفرد له من لفظه، بل من معناه، وهو "ذات" ملحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه، فيرفع بالضمة، وينصب ويجر بالكسرة، كما قال ابن مالك في الخلاصة:
وَمَا بتَا وألف قَدْ جُمِعَا … يُكْسَرُ في الجَرِّ وفي النَّصْبِ مَعَا
كَذَا أُولاتُ وَالذي اسْمًا قَدْ جُعلْ … كَأذْرعَات فيه ذا أيْضًا قُبلْ