للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَإنْ عَلَى ضَمير رَفْع مُتَّصِلْ … عَطَفْتَ فَافْصلْ بالضَّمير المُنْفَصلْ

أوْ فَاصل مَّا وَبلا فَصْل يَرِدْ … في النَّظْم فَاشيًا وضُعْفَهُ اعْتَقِدْ

(نرعى الإبل) أي نُسَرِّحُها للرَّعْي، يقال: رَعَت الماشيةُ تَرعَى رعيًا، فهي رَاعيَةٌ: إذا سَرَحَت بنفسها، ورَعَيْتُها أرْعَاهَا يُستَعْملُ لازما ومتعديا، والفاعل: راع والجمع: رُعاة بالضم مثل قاض، وقُضاة، وقيل: أيضا رعاء بالكسر والمد ورُعيان مثل رُغْفان. قاله في المصباح (١).

(فتعلم) عطف على تذكر (أنا) بفتح همزة "أنّ" لوقوعها موقع المفرد، حيث سدت مسد مفعولي تعلم، كما قال في الخلاصة:

وَهَمزَ إنَّ افْتَحْ لسَدِّ مَصْدَرِ … مَسَدَّهَا وفي سوى ذَاكَ اكْسرِ

(أجنبنا) أي أصابتنا جنابة (قال) عمر رضي الله عنه (نَعَمْ) أي أذكر ذلك، وهذا يدل على أن عمر رضي الله عنه تذكر بعض القضية، ونسي بعضها، فلذا أنكر عليه قضية التيمم، وبيانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كيفيته له.

قال عمار رضي الله عنه (أما أنا فَتَمَرَّغْتُ في التراب) وفي الرواية السابقة "فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب" ومعنى تمعكت، وتمرغت واحد، وهو التَّقَلُّب، وهذا يدل على أن عمارا كان عنده علم بأصل التيمم، وإنما لا يعلم الكيفية، فقد قال (فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك) عطف على محذوف تدل عليه الرواية السابقة، أي فذكرنا له ذلك، فضحك، وإنما ضحك تعجبا من فعله ذلك (فقال) النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن) مخففة من الثقيلة، ولذا لزمتها اللام في خبرها، كما قال في الخلاصة:

وَخُفِّفَتْ إنَّ فَقَلَّ العَمَلُ … وتَلزَمُ اللامُ إذَا مَا تُهْمَلُ

وَرُبَّما استُغنيَ عَنْهَا إنْ بَدَا … مَا نَاطقٌ أرَادَهُ مُعْتَمدَا


(١) المصباح جـ ١ ص ٢٣١.