للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتعَيَّن المصير إلى المتيقَّن دون ما وقع فيه الشك، وتقدم تحقيق اختلاف العلماء في هذا في حديث ٣١٢، فارجع إليه تزدد علما (فقال) عمر (اتق الله يا عمار) أي خَف الله فيما تروي، وتَثَبَّتْ، فلعلك نسيتَ، أو اشتبه عليك الأمر (فقال) عمار (يا أمير المومنين إن شئت) أي إن رأيت عدم تحديثي بذلك مصلحة (لم أذكره) لأن طاعتك واجبة في غير المعصية.

فإن قلت: كيف جاز لعمار عدمُ التحديث مع أنه مُتيقن في حفظه، ومن تَيَقَّنَ حفْظَ السنة وجب عليه التبليغ، ولو منعه من تجب طاعته؟.

أجيب: بأن التبليغ حصل حينما ذكَّرَ به عمر رضي الله عنه، فإذا أمسك بعد ذلك لا يكون كاتما للعلم (قال) عمر (لا) ولأبي داود "كلا " وهو رَدعٌ عن ترك التحديث، أي لا تمسك عن التحديث (نوليك من ذلك ما توليت) أي نَكلَ إليك ما قلته من أمر التيمم للجنب، وما وليته نفسك، ورَضيت لها به، كأنه لم يجزم بخطئه، ولم يتذكر القصة، فجوَّز على نفسه النسيان، وعلى عمار الوَهم.

قال الجامع عفا الله عنه: المسائل المتعلقة بهذا الحديث، تقدمت في ١٩٥/ ٣١٢، فارجع إليها تزدد علمًا. والله أعلم.

* * *

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".